حسين موسوي: الشعب الإيراني صمد رغم الجراح.. وأحذّر من استغلال تلاحمه لتبرير الفشل السياسي

أصدر رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي، السياسي الايراني الإصلاحي المعارض لسياسات إيران خلال الفترة الماضية ، والذي تم وضعه قيد الاقامة الجبرية حتى الآن، بيانًا حول الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، أثنى فيه على اتحاد الشعب الإيراني في مواجهة المعتدين.
و قال موسوي في بيانه: " بصيرة الشعب الإيراني أحبطت المخططات الشريرة للمعتدين، وهذا لا يعود فقط إلى تضامنهم في مواجهة العدو، بل لصمودهم رغم جراحهم العميقة."
وأضاف “موسوي”: "في ظل الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها إسرائيل وأمريكا ضد وطننا العزيز، أثبت الشعب الإيراني مرة أخرى معدنه الحقيقي، وأضاف إلى سجله التاريخي الحافل ميزة أخرى، لا بسبب وحدته فحسب، بل بفضل صموده رغم المعاناة العميقة. ففي حين فوجئ أو استشهد عدد من أبناء القوات المسلحة، كانت بصيرة الشعب اللافتة وراء إحباط تلك المؤامرات الآثمة."
تحذير للمسؤولين: لا تسوّقوا ردّ الفعل الشعبي كدليل على شرعيتكم
تابع “موسوي” محذرًا المسؤولين من قراءة خاطئة لموقف الشارع: "من الخطير الآن، بعد انقضاء تلك الأيام، أن يظن البعض واهمًا أن تفاعل المجتمع مع الأحداث يمثل تأييدًا لأسلوب حكمهم الفاشل. هذا الخطأ سيؤدي إلى إحباط الشعب وتشجيع الأعداء على التسلل مجددًا إلى هذا الحصن الذي صدّهم هذه المرة."
مطالب الشعب: إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتغيير الإعلام الرسمي
وأشار “موسوي” إلى توقعات الناس من السلطات قائلًا: "يتوقع الناس من الحكومة، في الحد الأدنى، القيام بخطوات سريعة ورمزية، كالإفراج عن السجناء السياسيين، وإحداث تغيير واضح في نهج الإعلام الرسمي."
وأكد أن "الوضع المرير الذي مرّت به البلاد هو نتيجة سلسلة من الأخطاء الجسيمة"، مشددًا على أن تجربة الحرب الأخيرة أثبتت أن "الضامن الحقيقي لإنقاذ البلاد هو احترام حق الشعب في تقرير مصيره."
دعوة للمراجعة وتبديد آمال الأعداء
وأضاف “موسوي”: "يريد الناس أن يشهدوا مراجعة لتلك الأخطاء... وتحقيق هذا الحق في تقرير المصير سيجعل أعداء هذا الوطن يائسين من التدخل في شؤونه."
وختم بيانه بقول مأثور منسوب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم): "إنّ لربّكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها." وأضاف: "حقًا، إن في أيام الزمان نسمات من فرصٍ إلهية، فاغتنموها ولا تديروا لها ظهوركم."
وأعرب “موسوي” في نهاية البيان عن تعازيه لعوائل الشهداء والمتضررين من الحرب، ودعا بالرحمة والمغفرة لمن قضوا خلالها.
جدير بالذكر أن مير حسين موسوي تم تكليفه بمهام رئيس وزراء ووزير خارجية إيران منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية وحتى نهايتها، في ظل رئاسة علي خامنئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية أنذاك، وهو المنصب الذي تم إلغاؤه بعده،
وخاض موسوي الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009 أمام مهدي كروبي، ومحمود أحمدي نجاد ، والتي أسفرت عن فوز نجاد، واعتراض موسوي وكروبي بدعوى تزوير الانتخابات ، مما أوجد صخب هائل في الأوساط السياسية الإيرانية ، تبعه دعم شعبي كبير، نتج عنه وضعه قيد الإقامة الجبرية حتى الآن .