طرق متهالكة وحفر لا تنتهي.. أهالي المنوفية يشكون غياب التطوير وبطء التنفيذ

في كل صباح، يخرج الآلاف من أهالي محافظة المنوفية إلى أعمالهم ودراستهم وأسواقهم، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مرير لطرق تغلبت عليها الحفر والمطبات والفتحات المتكررة، رغم المبادرات المتلاحقة والمشروعات التي أُعلن عنها لتحسين شبكة الطرق بالمحافظة.
حكايات المواطنين وشكاواهم لا تنتهي، ما بين معاناة من صعوبة التنقل، وتعطل مصالح، وحوادث متكررة، وسط جهود حكومية تلوح على استحياء في أفق مزدحم بالتحديات.
مبادرات على الورق.. وأرض الواقع تشهد غير ذلك
على مدار السنوات الأخيرة، شهدت محافظة المنوفية سلسلة من المبادرات والمشروعات الرامية إلى تحسين شبكة الطرق الداخلية والرئيسية، من بينها مبادرة "حياة كريمة" لتطوير الطرق بالقرى والمراكز، ومشروعات تطوير الطرق الإقليمية.
ورغم تلك الخطط، لا تزال العديد من القرى تعاني من تهالك الطرق، وتزايد الحفر والمطبات، فضلًا عن أعمال الحفر المتكررة من شركات المرافق دون إعادة تمهيد الشوارع بشكل لائق.
المواطنون: "مش عارفين نتحرك"
يقول الحاج عبد الرحيم السيد، أحد سكان قرية شنوان، وهو رجل ستيني: "كل يوم بنمشي بالعربية وإحنا بندعي نرجع بالسلامة.. الحفر مالية الطريق، والفتحات في نص الشارع.. ولا حد بيقول هتتسفلت إمتى ولا إيه الخطة".
أما فاطمة كمال، موظفة من مدينة تلا، فتؤكد أن تنقلها للعمل يوميًا أصبح رحلة شاقة: "الطريق الرئيسي كله حفر، مفيش مترين سليمة، والعربيات بتتكسَّر.. حتى لما بييجوا يشتغلوا في حاجة، يسيبوا الفتحة مفتوحة بالشهور".
فتح الطرق وإعادة الحفر.. مسلسل لا ينتهي
من أكثر المشكلات التي يعاني منها أهالي المنوفية هي الفتحات المتكررة بالشوارع، حيث تقوم شركات المياه أو الصرف الصحي أو الغاز أو الاتصالات بالحفر لتنفيذ أعمالها، ثم تترك الطريق دون إعادة تمهيده بشكل سليم، ويقول محمد البنا، سائق ميكروباص من بركة السبع:"احنا تعبنا من الحفر.. كل يوم في فتحة جديدة.. لو الطريق اتصلح النهارده، بكرة تلاقي شركة فاتحة حفرة تاني.. والناس اللي بتمشي بالعربيات ولا التوك توك ولا حتى رجليها بتتقطع من المطبات والحفر دي".
المسؤولون: "نعمل وفق خطة زمنية ونعالج الشكاوى"
من جانبه، صرح مصدر مسؤول بديوان عام محافظة المنوفية – فضل عدم ذكر اسمه – أن المحافظة تعمل وفق خطة متكاملة لرصف وتطوير الطرق، مع التنسيق بين الجهات المعنية للحد من الحفر المتكرر وقال: "فيه تنسيق مع شركات المرافق لعدم الحفر بعد الرصف إلا في حالات الضرورة القصوى، وبيتم متابعة تنفيذ المشروعات أولًا بأول، واستقبال شكاوى المواطنين عبر البوابة الإلكترونية وخطوط الطوارئ".
وبحسب تقرير رسمي صادر عن غرفة العمليات بديوان عام المحافظة، تم تلقي أكثر من 850 شكوى تتعلق بحالة الطرق والمطبات والحفر المفتوحة خلال العام الماضي، أغلبها من مراكز أشمون وتلا وقويسنا،
في المقابل، أعلنت المحافظة عن رصف 220 كم طرق ضمن خطة العام الحالي، مع استهداف إنهاء أعمال الصيانة في 70% من الشوارع الداخلية بالقرى قبل نهاية 2025.
عايزين نشوف حاجة على الأرض
عماد سمير، أحد أهالي قرية سمادون، يقول: "إحنا مش ضد الحفر ولا المشاريع، بالعكس.. إحنا عايزين طرق كويسة. بس لما تيجي تفتح حفرة في نص الشارع، رجعها زي ما كانت. متسيبهاش مطب ولا حفرة تبهدل الناس.. إحنا تعبنا من كتر الشكاوي".
رغم تعدد المبادرات والمشروعات، يظل واقع الطرق في المنوفية واحدًا من الملفات الشائكة التي تمس حياة المواطنين يوميًا، وتؤثر بشكل مباشر على حركة التنقل، وسلامة المارة والمركبات، ويبقى الأمل معلقًا في تفعيل رقابة حقيقية على تنفيذ أعمال المرافق، وضمان إعادة تمهيد الطرق، والتزام الجميع بخطة تطوير تتوازى مع طموحات المواطنين في بنية تحتية آمنة ومناسبة.