المفوضية الأوروبية تحذر: رسوم ترامب تهدد سلاسل التوريد عبر الأطلسي

حذّرت المفوضية الأوروبية، اليوم السبت 12 يوليو 2025، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، والتي تبلغ 30% على الواردات القادمة من المكسيك والاتحاد الأوروبي، قد تؤدي إلى تعطيل حاد في سلاسل التوريد العابرة للمحيط الأطلسي، في خطوة تعزز التوترات التجارية بين الطرفين.

وجاء الإعلان المفاجئ من ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، حيث أكد أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ بداية من الأول من أغسطس المقبل، بعد فشل المفاوضات الأخيرة التي استمرت لأسابيع بين واشنطن وشريكيها التجاريين الرئيسيين، الاتحاد الأوروبي والمكسيك.

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذه الخطوة تُمثل تصعيدًا جديدًا في نهج ترامب التجاري، حيث سبق أن أعلن عن رسوم جمركية جديدة شملت دولًا كاليابان وكوريا الجنوبية وكندا والبرازيل، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس.

وبينما كانت بروكسل تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة يشمل إلغاء الرسوم على السلع الصناعية، اصطدمت هذه الطموحات بعقبات تفاوضية صعبة دفعت المفوضية إلى النظر في اتفاق مرحلي بدلاً من الشامل.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتباين فيه مواقف دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27، حيث تطالب ألمانيا باتفاق سريع لحماية صادراتها الصناعية، فيما ترفض فرنسا الرضوخ لاتفاق تجاري قد يُفرض بشروط أمريكية أحادية.

وأشارت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن سياسة ترامب الحمائية بدأت تدر أرباحًا على الخزانة، حيث تجاوزت إيرادات الجمارك 100 مليار دولار خلال السنة المالية حتى يونيو الماضي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد جمّد سابقًا فرض رسوم بقيمة 25% على واردات أمريكية تزيد عن 20 مليار يورو، في محاولة لتهيئة المناخ للحوار، لكن التصعيد الأمريكي الأخير قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

ومن المنتظر أن يعقد وزراء التجارة الأوروبيون اجتماعًا طارئًا في بروكسل يوم الإثنين المقبل لمناقشة مصير "الهدنة الجمركية"، التي قد تنتهي قريبًا ما لم تُحرز مفاوضات اللحظة الأخيرة أي تقدم.

وفي تصريح للمتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشئون التجارية، أولوف جيل، أكد استعداد الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق مبدئي مع واشنطن، لكنه أشار إلى غياب أي اجتماعات أو اتصالات مرتقبة حتى اللحظة.

وفي ختام أسبوع حافل بالتصعيد، أعلن ترامب أيضًا عن فرض رسوم جديدة بنسبة 35% على واردات كندا اعتبارًا من الشهر المقبل، في موجة جديدة من الإجراءات الحمائية التي باتت تميز عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وبينما يترقب العالم ما ستسفر عنه الساعات المقبلة في العاصمة الأمريكية، يبقى الاتحاد الأوروبي في حالة تأهب، وسط مخاوف حقيقية من أن تؤدي سياسات ترامب الحمائية إلى إعادة رسم خارطة العلاقات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك علاقاته مع أقرب حلفائه.