بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«حياة كريمة» تغيّر وجه الريف بالمنوفية.. قرى تتجدد وأحلام تتحقق

احد المشروعات للمبادرة
احد المشروعات للمبادرة

في قلب الريف المصري، حيث الحقول الممتدة والقرى الطيبة التي ظلت لعقود تعاني من نقص الخدمات وغياب المشروعات التنموية، جاءت مبادرة "حياة كريمة" كطوق نجاة لآلاف الأسر، وبشائر أمل لقرى المنوفية، التي تحولت إلى ورش عمل مفتوحة تشهد تنفيذ عشرات المشروعات الخدمية والتنموية والاجتماعية، في المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وغيرت واقع القرى المصرية، كان للمنوفية منها نصيب كبير، حيث تشهد المحافظة طفرة تنموية غير مسبوقة في كافة القطاعات، من البنية التحتية إلى الصحة والتعليم والإسكان ومراكز الشباب.

قرى تتزين بالخدمات

على مدار شهور متواصلة، تحولت عشرات القرى بمراكز أشمون، الشهداء، تلا، بركة السبع، من مجرد أسماء في الخرائط إلى أماكن تنبض بالحياة، أعمال رصف الطرق، وإنشاء المدارس، والوحدات الصحية، ومحطات الصرف الصحي، وأعمال مد وتوصيل شبكات المياه والغاز الطبيعي، تسابق الزمن، ويقول أحمد عبد المقصود 45 عامًا  من قرية شما بأشمون: " والله إحنا كنا بنعاني من زمان.. لا مجاري ولا صرف صحي ولا مستشفى كويس. دلوقتي القرية شكلها اتغير، اتعملت وحدة صحية حديثة، والمدرسة اتجددت، والطرق بقت زَيّ الفل."

 

في سطور

تنفيذ مشروعات صرف صحي ومياه شرب ومدارس ووحدات صحية وغاز طبيعي، بناء منازل للأسر الأولى بالرعاية وتأهيل الطرق الداخلية، قوافل طبية ومساعدات إنسانية ورعاية صحية للأسر البسيطة، تطوير مراكز الشباب وإنشاء ملاعب خماسية حديثة، رضا شعبي واسع وأمل في استمرار المبادرة لتشمل باقي القرى. 

 

حياة آدمية بعد سنوات من المعاناة

لأول مرة، يشعر أهالي قرى المنوفية بأن الخدمات الأساسية باتت قريبة منهم، وتقول الحاجة نعيمة 62 عامًا من قرية زاوية رزين: " كنا بنمشي بالعربية ساعة عشان نروح مستشفى محترم، دلوقتي الوحدة الجديدة فيها حضّانات وأجهزة رسم قلب، ومية الشرب بقت نظيفة بعد ما كانوا العيال بيشتكوا من تعب المعدة"، كما تم بناء عشرات منازل للأسر الأولى بالرعاية، بعد أن كانوا يسكنون منازل غير آمنة، ويؤكد محمود سعيد 33 عامًا : "جددوا لي البيت، وبقى فيه سقف وسيراميك، وحمّام آدمى بدل ما كنا بنقضي حاجتنا في الطراب."

طفرة في التعليم والشباب

لم تغفل مبادرة "حياة كريمة" قطاع التعليم ومراكز الشباب، حيث تم تطوير مدارس ابتدائية وإعدادية، وإنشاء فصول رياض أطفال، وتزويد المدارس بأحدث التجهيزات، ويقول محمد عطية مدرس رياضيات: " كنا بنشتغل في فصول ضيقة وأثاث متهالك.. دلوقتي المدارس بقت حديثة، فيها شاشات عرض، وملعب كرة قدم، وأماكن لذوي الهمم"، وفي مراكز الشباب، تم إنشاء ملاعب خماسية، وقاعات أنشطة ثقافية وفنية للشباب، بعدما كانت أماكن مهجورة.

 

مشروعات للصحة والبنية التحتية

شهدت المبادرة تنفيذ عدد من المشروعات الطبية، منها " تطوير مستشفيات أشمون والشهداء، إنشاء 42 وحدة صحية، إحلال وتجديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، مد الغاز الطبيعي للقرى لأول مرة"، ويؤكد الدكتور محمود محمد، أحد أطباء الوحدات الصحية: " الوحدة الجديدة بقت مجهزة بجهاز سونار وطوارئ وعيادة أطفال وسيدات، بنخدم يوميًا عشرات الحالات اللي كانت بتسافر قبل كده شبين أو القاهرة."

 

مبادرة تنموية بلمسة إنسانية

ما يميز مبادرة "حياة كريمة" في المنوفية أنها لم تكتف بالبنية التحتية فقط، بل شملت مساعدات إنسانية للأسر الأكثر احتياجًا، من توزيع أجهزة تعويضية لكبار السن وذوي الهمم، وفرش شقق للأيتام، وتنظيم قوافل طبية مجانية للكشف والعلاج، وتقول صفية مصطفى 48 عامًا من أشمون: "جابوا لنا بطاطين شتاء وشنط رمضان، والعيال خدوا كشوف نظارات وعلاج على حساب الدولة حسينا إن في حد حاسس بينا."

 

كلمة أخيرة..

في قرى المنوفية، لم تعد "حياة كريمة" مجرد لافتة، بل أصبحت واقعًا يوميًا يعيشه الأهالي، بعد سنوات من المعاناة، مشروعات ترفع من جودة الحياة، وتوفر بيئة آدمية كريمة، وترسم مستقبلًا أفضل للأبناء، ومع استمرار المبادرة، يحلم الأهالي بمزيد من المشروعات التنموية التي تستكمل ما بدأ، ليكون ريف المنوفية نموذجًا حقيقيًا للنهضة الشاملة.

تم نسخ الرابط