الأولى بالثانوي التجاري على مستوى الجمهورية: كنت أرى حلمي أمام عيني

في منزل بسيط يغمره الفرح، وتعانق جدرانه الزغاريد والدموع، عاشت أسرة الطالبة شيماء حسن نمره واحدة من أسعد لحظات عمرها، بعدما حصدت ابنتهم لقب الأولى على مستوى الجمهورية في شهادة الدبلومات الفنية - التعليم التجاري، بمجموع 99%.
مشهد إنساني صادق اختلط فيه الفخر بالدموع، خاصة أن شيماء تربت يتيمة الأب منذ أن كان عمرها عامًا ونصف، لتكون والدتها السند والمعين، حتى جاء هذا اليوم الذي حمل بشرى التفوق والنجاح.
8 ساعات يوميًا من أجل الحلم
تحدثت شيماء، صاحبة المركز الأول، بنبرة يغلبها التواضع والإصرار، قائلة: "كنت أذاكر يوميًا 8 ساعات منذ بداية العام، ولم أتوقف أو أتكاسل، حتى في الأوقات الصعبة، كنت أرى حلمي أمام عيني."
وأضافت:
"من أول يوم دخلت المدرسة التجارية، وأنا واضعة في دماغي هدفي: أن التحق بكلية التجارة جامعة المنوفية، ثم أصبح معيدة فيها."
أم صنعت المستحيل
في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح والحزن، أهدت شيماء تفوقها لوالدتها، التي تحملت عبء تربية أربعة أبناء بعد وفاة زوجها، وتقول"أمي هي اللي تعبت وشالت الحمل كله، ضحت بكل حاجة عشاننا، من ساعة ما بابا مات وأنا عندي سنة ونص، وهي بتدينا كل وقتها."
وعبرت والدتها عن سعادتها قائلة:
"يوم ما شفت اسم شيماء الأولى على الجمهورية حسيت إني استرددت عمري كله.. تعب السنين ما راحش هدر."
فرحة في قريتها وأمنيات مستحقة
تحولت شوارع القرية وأقارب شيماء إلى ساحة من الفرح والزغاريد، حيث جاء الجيران والأصدقاء لتهنئة الأسرة، ورفعوا لافتات تهنئة باسمها، وقال أحد جيرانها: "شيماء شرفت البلد كلها.. بنت مؤدبة وبتذاكر ليل ونهار.. تستحق أكتر من كده."
حلم الجامعة والعمل الأكاديمي
رغم فرحتها بالنتيجة، لم تنس شيماء طريقها القادم، تقول: "النجاح الحقيقي لسه جاي.. هدخل تجارة المنوفية، وهاكمل لحد ما أكون معيدة، عشان أفرح أمي بيّا وأثبت إن البنت مهما كانت ظروفها تقدر."
كلمة أخيرة..
حكاية شيماء حسن نمره ليست مجرد تفوق دراسي، بل قصة إرادة صنعتها أم من رحم المعاناة، وطالبة مؤمنة بأن الأحلام تتحقق بالصبر والاجتهاد، قصة بنت من قرية بسيطة، حجزت لنفسها مكانًا بين أوائل الجمهورية، لتكتب سطورًا من نور وسط واقع اجتماعي واقتصادي صعب.