بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أولياء أمور المنوفية يشكون شروط القبول بالمدارس التجريبية

ارشيفية
ارشيفية

مع بداية كل عام دراسي جديد، تبدأ رحلة مرهقة لآلاف من أولياء الأمور بمحافظة المنوفية في محاولات إلحاق أبنائهم بالمدارس التجريبية، أملًا في تعليم متميز بتكاليف مناسبة مقارنة بالمدارس الخاصة، لكن فرحة التقديم سرعان ما تتحول إلى معاناة، بعد أن تفاجأ الأسر بطلبات تبرعات "إجبارية" لقبول ملفات أبنائهم، في ظاهرة باتت تؤرق المواطنين وتثير تساؤلاتهم حول قانونية تلك الممارسات.

 

إقبال كبير ومعاناة أكبر

في إدارات شبين الكوم، تلا، أشمون، والباجور، شهدت المدارس التجريبية إقبالًا كثيفًا على سحب استمارات التقديم، خاصة في ظل ارتفاع مصروفات المدارس الخاصة، وتقول نهى أحمد 32 عامًا، من أشمون: " قدمت لبنتي في المدرسة التجريبية، قالولي لازم تبرع من 500 لـ 1000 جنيه عشان الملف يمشي، طب وده اسمه إيه؟!، الأمر لم يختلف في مركز تلا، حيث أكد عدد من أولياء الأمور أن طلبات التبرعات صارت عرفًا غير معلن لقبول ملفات التلاميذ.

تبرعات إجبارية تحت مسمى "دعم المدرسة"

بحسب الأهالي، يطلب بعض مسؤولي المدارس مبالغ مالية تتراوح ما بين 300 إلى 1500 جنيه للتلميذ الواحد، تحت مسمى "تبرع لصندوق المدرسة" أو "دعم العملية التعليمية"، مع الإشارة بشكل غير مباشر إلى أن الملف لن يُقبل دون ذلك، ويقول أحمد شفيق 41 عامًا من شبين الكوم: " مفيش حد قالك اتبرع غصب، لكن الكل عارف إنك لو مدفعتش الملف هيتركن، وساعات بيقولك جيب أدوات أو تبرع عيني."

 

أولياء الأمور: "عايزين تعليم محترم من غير إذلال"

تعالت أصوات أولياء الأمور بالمطالبة بتدخل وزارة التربية والتعليم ومديرية التعليم بالمنوفية لوضع حد لهذه الظاهرة، وتؤكد داليا حسن 35 عامًا : " إحنا مش ضد دعم المدرسة، لكن يكون برغبتنا، مش عشان عايز أعلم بنتي كويس أضطر أستلف وأتداين، التعليم الحكومي من حق الجميع."

 

موقف التعليم: تعليمات مشددة.. والتنفيذ غائب

في المقابل، أكد مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية، أن هناك تعليمات وزارية واضحة بمنع تحصيل أي تبرعات إجبارية أو اشتراطات مالية لقبول ملفات التقديم، مضيفا "من يثبت ضده ذلك سيُحال للتحقيق، وده مكتوب في تعليمات الوزارة، لكن التنفيذ على أرض الواقع بيواجه صعوبات بسبب ضعف رقابة بعض الإدارات."

 

مبادرات محدودة وتجاهل أوسع

شهدت بعض المدارس مبادرات من مجالس الأمناء لتحمل جزء من نفقات الصيانة بدلًا من الأهالي، لكن ما زالت أغلب المدارس التجريبية تطلب تبرعات "بمبالغ مبالغ فيها" من أولياء الأمور، بحجة ضعف مخصصات الصيانة والأنشطة، يقول محمد عبد التواب رئيس مجلس أمناء سابق : " الموضوع محتاج ضبط من الإدارات التعليمية، وتوفير ميزانيات كافية للمدارس ميصحش الأهالي يتحملوا فوق طاقتهم."

 

كلمة أخيرة:

بين الرغبة في تعليم أفضل، وواقع يفرض قيودًا مالية صعبة على الأسر، تبقى أزمة التبرعات الإجبارية لقبول ملفات التلاميذ بالمدارس التجريبية قضية إنسانية ومجتمعية تستحق التدخل الحاسم من المسؤولين، حفاظًا على حق الطفل في التعليم دون قيد أو إذلال.

تم نسخ الرابط