في المنوفية.. الدروس الخصوصية تلتهم ميزانيات الأسر ودعوات للمقاطعة تخرج من الشارع

مع انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة وبداية الإجازة الصيفية، عادت ظاهرة الدروس الخصوصية لتتصدر المشهد مجددًا في محافظة المنوفية، بين استنزاف مالي للأسر، وضغوط نفسية على الطلاب، وسط دعوات متكررة من أولياء الأمور ونشطاء المجتمع المحلي لمقاطعة "سماسرة التعليم"، والاعتماد على المدارس والمنصات الرسمية.
سناتر ممتلئة والأسعار تشتعل
رغم التحذيرات الرسمية، شهدت بعض المدن مثل شبين الكوم، أشمون، ومنوف، تكدسًا ملحوظًا داخل السناتر التعليمية، يقول عبد الله محسن، ولي أمر من شبين: "لسه بنتي مخلصة امتحانات، ولسه المدرسين شغالين يجهزوا مجموعات جديدة، الأسعار نار، الحصة وصلت 150 و200 جنيه، ومفيش رقابة"، وفي سنتر تعليمي شهير بأشمون، أعلن عن مجموعات مراجعة أولى ثانوي وثانية ثانوي، بـ 800 جنيه شهريًا للمادة الواحدة، وسط استياء الأهالي.
طلاب: مش بنعرف نركز ولا نعيش سننا
يقول محمد عبد العزيز، طالب ثانوية عامة من تلا: "من أول السنة مشوفتش يوم راحة، من السنتر للبيت، ومصروفات بالمئات، نفسنا نذاكر من غير دروس"، وتؤكد سارة علي، من بركة السبع: "أنا في تانية ثانوي.. المدرسين بيجبرونا على المجموعات، ولو مش معانا في السنتر، في الحصة في المدرسة مفيش اهتمام."
دعوات مجتمعية للمقاطعة
في المقابل، أطلق عدد من أولياء الأمور عبر مجموعات التواصل الاجتماعي بالمنوفية حملات لمقاطعة الدروس الخصوصية، والاعتماد على المدارس الرسمية، ويقول ماهر السيد، من أشمون: "مش معقول ندفع نص دخل البيت على دروس، فيه مدرسين شطار في المدرسة.. إحنا اللي بندي فرصة للسناتر"، مطالبا بإطلاق مبادرات مجتمعية لدعم المتفوقين داخل المدارس الحكومية، وتوفير مجموعات تقوية بأسعار رمزية.
جهود رسمية على استحياء
ورغم تعليمات وزارة التربية والتعليم بإغلاق السناتر، يؤكد الأهالي أن بعض المراكز ما تزال تعمل، وسط غياب واضح للرقابة، ويقول إبراهيم عبد الحميد، موظف: "بيغلقوا كام يوم ويفتحوا تاني، أو بينقلوا من شقة لشقة لازم تشديد الرقابة بشكل حقيقي .
كلمة أخيرة..
تظل أزمة الدروس الخصوصية في المنوفية قضية اجتماعية وإنسانية متجددة، تمتص جيوب الأهالي وتسرق أعمار الطلاب، وبين جشع بعض المعلمين، وضعف أداء المدارس الرسمية، تقف الأسرة المنوفية في مفترق طرق: إما الرضوخ للأمر الواقع، أو الانحياز لحملات المقاطعة والدفع نحو إصلاح حقيقي في منظومة التعليم.