خبير دولي: ترامب يكتفي بالتصريحات الرنانة دون أثر فعلي

اعتبر خبير الشؤون الدولية د. هاني الجمل أن ما يميز خطاب ترامب هو الصخب الإعلامي لا النتائج العملية.
وأوضح الجمل، خلال مداخلته عبر "زووم" في برنامج "اكسترا اليوم" على قناة Extra News، أن تصريحات ترامب في مواجهة الأزمات الدولية تتسم بـ«الرنانة» التي تعتمد بشكل أكبر على العناصر الدعاية الانتخابية منها على الخطوات التنفيذية على أرض الواقع.
وأشار الخبير إلى أن ترامب بدأ أولى تحركاته قبل استلامه رسميًا مقاليد الحكم، عندما عيّن ستيف ويتكوف مبعوثًا خاصًا لملف الأزمة في غزة.
ورأى الجمل، أن هذا التعيين ساهم، بالتعاون مع الوساطات المصرية والقطرية، في إبرام هدنة إنسانية مرحلية، إلا أن هذه المبادرة لم تتجاوز حدود البيانات الإعلامية دون استمرارية ملموسة بعد ذلك.
تفاصيل الإعلان عن الهدنة
حدّد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، إطار التهدئة بناءً على تصور شامل لحماية المدنيين، لكنه قوبل بانتقادات لافتقار الاتفاق إلى آليات تطبيق فعلية على الأرض.
ويرى د. الجمل أن هذا النقص في التفاصيل التنفيذية يعكس الوجه الدعاية لسياسات ترامب، فالخبرة التي اكتسبها من ولايته الأولى وحملته الأخيرة قائمة أساسًا على العناوين المثيرة والجمل القوية.
روسيا وأوكرانيا: «الموقف الأقوى»
عقب دخوله البيت الأبيض، انخرط ترامب سريعًا في الأزمة الروسية–الأوكرانية، ولعب على وتر «الرجل القوي» من خلال مواقف مؤيدة لروسيا ومعارضة لسياسات الاتحاد الأوروبي.
وأكد الجمل أن هذه المواقف لم تغير من خطوط التوتر الأساسية، بل زادت من درجة الغموض في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ يميل ترامب لإظهار نفسه كمنقذ للأزمات عبر تغريدات وتصريحات تلفزيونية أكثر من أي إجراءات واقعية.
الخطاب الانتخابي وأثره
يعتبر محللون أن استراتيجية ترامب الحالية مبنية على حشد الشارع الأمريكي عبر بث رسائل قوية وتقارير إعلامية مفصلة عن نواياه تجاه الملفات الساخنة، مثل الحدّ من أصوات البنادق وتقليص التدخلات العسكرية.
وغير أن د. الجمل يلفت إلى أن هذه التعهدات لم تُترجم بعد إلى خطة قابلة للتنفيذ، مما يطرح تساؤلات حول مدى جديتها في حال عودته إلى منصبه.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح تصريحات ترامب «الرنانة» في تحقيق خفض التصعيد الدولي إذا ما تولى مقاليد الحكم مجددًا، أم أنها ستظل محدودرة بالدعاية الانتخابية؟ يرى د. هاني الجمل أن الإجابة تكمن في متابعة التطورات المقبلة، خاصة في المناطق الساخنة، ليتضح ما إذا كانت التصريحات ستتجاوز مرحلة الترويج الإعلامي إلى التنفيذ العملي.