بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد غرق السفينة "ماجيك سيز"

إيرادات قناة السويس في مرمى هجمات الحوثيين

بلدنا اليوم

تشهد المنطقة خلال الأيام الأخيرة حالة من الترقب ، وذلك بعد إعلان جماعة الحوثي اليمنية عن إغراق السفينة الإسرائيلية "ماجيك سيز"، وتبنيهم أيضاً للهجوم الذي استهدف سفينة الشحن "إترنيتي سي" قبالة السواحل اليمنية، في ثاني حادث مشابه خلال أقل من 24 ساعة في البحر الأحمر.

هذه الأحداث أعادت من جديد المخاوف من تصاعد التوترات في البحر الأحمر، مما يدفع للتساؤل عن تأثير هذه الحوادث على حركة الملاحة وإيرادات قناة السويس خلال الفترة المقبلة، وهل ستتأثر القناة بهذا التطور، أم أنه سيكون تأثيراً محدودًا.

نفق مظلم

في البداية أكد الدكتور محمد البهواشي، أستاذ الاقتصاد بجامعة السويس، أن غرق السفينة "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، وغيره من الحوادث المشابهة سيؤثر بشكل كبير على إيرادات قناة السويس، وأوضح أن هذه الحوادث تعيدنا إلى "نفق مظلم" فيما يتعلق بـ حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بصفة عامة، وفي قناة السويس بصفة خاصة.

ويتوقع البهواشي أن تشهد إيرادات قناة السويس انخفاضًا أو على الأقل استقرارًا عند مستوياتها الحالية خلال الفترة القادمة. ويعود ذلك إلى التوترات السياسية والعمليات العسكرية المستمرة في البحر الأحمر، والتي تُثير قلق شركات الشحن وتدفعها للبحث عن طرق بديلة أكثر أمانًا، حتى لو كانت أطول وتستهلك تكاليف أعلى.

وأشار إلى أن العمليات العسكرية التي تستهدف الناقلات المارة عبر باب المندب أو المبحرة في البحر الأحمر ستؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية. وهذا بدوره سينعكس تأثيره على دخل قناة السويس.

العائدات الحالية أقل من المتوقع

وأوضح أن عوائد قناة السويس ليست كما كان متوقعًا منها، فقد أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في تقرير حديث له أن إجمالي عائدات القناة خلال الفترة من يوليو 2024 وحتى أبريل 2025 بلغ نحو 155.3 مليار جنيه. ويُعتبر هذا الرقم، المحقق في فترة عشرة أشهر، قليلاً مقارنةً بالتوقعات.

وأشار أن هذا العائد مسجل بالجنيه المصري، مما يوحي وكأنه عائد كبير، وهو في حقيقته 3 مليارات دولار أمريكي فقط، وبالطبع يُعد هذا المبلغ قليلاً لهيئة بحجم قناة السويس.

استراتيجيات القناة لزيادة الدخل

كما أوضح أنه لا يمكن تحميل جهة واحدة المسؤولية كاملة، فـالتحديات الإقليمية والعالمية تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة الدولية وأنماط المرور البحري عبر الممرات العالمية. ولمواجهة ذلك، تقوم القناة بتطبيق أفكار جديدة لزيادة دخلها. ومن هذه الأفكار تقديم خدمات ملاحية متطورة، وتمويل السفن بالوقود الأخضر، وإجراء صيانات للسفن، كما أشار إلى أن هناك تعاقدات مع شركات عالمية لتعزيز عائدات القناة.

الملاحة العالمية في مرمى "الزوارق المفخخة"

فيما أشارت الدكتورة وفاء علي، الخبيرة الاقتصادية، إلى أن الوضع في البحر الأحمر لا يزال متوترًا، حيث لم تفلح الإجراءات مثل "حارس الازدهار" أو غيره في وقف هجمات الحوثيين. وبالتالي أثرت هذه الهجمات بشكل مباشر على حركة الملاحة البحرية في قناة السويس. ونتيجة لذلك، أصبح أمن الملاحة العالمية في مرمى "الزوارق المفخخة"، مما يدخلنا في مرحلة جديدة من الحروب التي عكرت صفو مياه قناة السويس وإيراداتها.

مطبات اقتصادية 

وأضافت الخبيرة الاقتصادية أن العالم الآن بات يواجه العديد من المطبات الاقتصادية، ومنها انخفاض حركة المرور عبر قناة السويس حيث اضطرت بعض السفن إلى تغيير مسارها قسرًا حول رأس الرجاء الصالح، وهو طريق أكثر تكلفة وأطول مسافة، فهناك مستعمرين جدد يعملون على تطوير أهدافهم لتغيير حركة سلاسل الإمداد بالإكراه، بهدف إعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية قسرًا.

جهود لتعزيز دور القناة 

ولفتت الدكتورة وفاء علي إلى أنه ومع الهدوء النسبي الذي شهدته منطقة مضيق هرمز وتلاشي المخاوف من إغلاقه، عادت قناة السويس للعمل بانتظام. إلا أن الرياح المعاكسة التي أتت باستهداف الحوثيين لسفينة تحمل علم ليبيريا أدت إلى بعض المخاوف، ولهذا السبب، قامت الدولة بتغيير النهج التكتيكي، بالتركيز على الخدمات اللوجستية والاعتماد على المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس لتكون داعمًا رئيسيًا للمعطيات الجديدة المتداخلة للاقتصاد العالمي، وستظل قناة السويس نقطة الارتكاز للملاحة العالمية كطريق أكثر أمانًا وأقل تكلفة ومسافة، كما توقعت الدكتورة وفاء أنه ومع هدوء الأوضاع، ستعود حركة المرور إلى طبيعتها، وستشهد الإيرادات زيادة تدريجية.

تم نسخ الرابط