إعلامية تكشف الفارق الجوهري بين الذكور والرجال.. وتؤكد: الرجولة مسؤولية لا ادعاء
القوامة ليست لكل ذكر.. بل للرجال أصحاب الشهامة والمروءة

القوامة ليست صفة تمنح لكل ذكر، بل هي تكليف وتشريف لا يستحقه سوى الرجال بحق، أولئك الذين يتصفون بالمروءة، والنخوة، والشهامة، وتحمل المسؤولية تجاه أسرهم ومجتمعهم، فالفرق بين الذكر والرجل، كالفارق بين السماء والأرض؛ فليس كل ذكر رجلًا، لكن كل رجل هو بالتأكيد ذكر.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما لاحظته مؤخرًا في مجتمعاتنا الشرقية من تراجع مؤسف في قيم الرجولة الأصيلة، وظهور حالات مؤلمة لذكور يتطاولون على النساء بالضرب والسباب والسحل، في سلوكيات تتنافى تمامًا مع القيم الأخلاقية والدينية التي تربى عليها أجدادنا.
وفي معهدنا الأزهري ومدارسنا، تعلمنا أن من يعتدي على امرأة لفظًا أو جسدًا، هو إنسان تجرد من كل صفات الرجولة، وتنكر لمروءته ونخوته.
والرجل الحقيقي لا يبحث عن إعجاب الناس، بل يتصرف وفق ما يراه صحيحًا، دون أن يؤذي أحدًا، ويعمل في المجال الذي يحبه، لا لمجرد الظهور أو التفاخر.
ولأن القرآن الكريم حدد صفات الرجولة، فقد قال الله تعالى: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾، فالصدق في العهد والوعد من سمات الرجل، وكم من ذكر وعد ولم يفِ، فعاش مجرد جسد بلا رجولة.
والرجل الحق في الإسلام لا تشغله الدنيا بزينتها، بل يسارع إلى الخير، ويخشى الله، ويبتعد عن ظلم العباد، ويؤدي الأمانة بإخلاص، عكس من تبوأوا مناصب ولم يكونوا على قدر المسؤولية.
والرجال يعينون على الحق، وينصرون الفضيلة، ويقفون مع الأنبياء والدعاة، كما فعل رجل مؤمن جاء من أقصى المدينة، يدعو قومه إلى اتباع المرسلين، كما ورد في قول الله تعالى: ﴿وجاء مِنْ أقصى المدينة رَجُلٌ يسعى﴾.
وأما عن القوامة، فقد قال الله: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، وهذا ليس تفوقًا أو امتيازًا ذكوريًا، بل مسؤولية وتكليف، يتحملها من يوفر الأمن والحنان، ويكافح من أجل أسرته، ويعرف واجباته قبل أن يطالب بحقوقه، لذلك القوامة للرجل الذي لا يتخلى عن دوره، وليس لكل من ولد ذكرًا.
وفي النهاية، القوامة مسؤولية لا تمنح إلا لمن يستحقها، ولا تنتزع إلا ممن خانها، فالرجولة بالمواقف لا بالصفات الجينية، وبالكرامة لا بالعضلات.