بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

السفير شريف شاهين: الهدنة بين إيران وإسرائيل هشة.. ومصر تتحرك لحماية المنطقة- حوار

السفير شريف شاهين
السفير شريف شاهين

في ظل الغموض الذي يحيط بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وسط صمت رسمي من الأطراف المعنية، تبرز تساؤلات جوهرية حول جدية الالتزام،  والأهداف غير المعلنة من وراء هذه التهدئة المفاجئة. 

 

في هذا الحوار، نستضيف السفير شريف شاهين، سفير مصر الأسبق في العراق، لتحليل ما وراء المشهد، وتقييم الانعكاسات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تأثير هذه التطورات على مصر والمنطقة وفيمايلي نص الحوار: 


هل ترى أن الغموض الحالي مؤشر على هشاشة اتفاق التهدئة بين إيران وإسرائيل؟

 

بالتأكيد، هذا الغموض يعكس هشاشة واضحة في الاتفاق، خصوصًا أن إسرائيل ما زالت تملك النية لاستئناف العدوان في حال لم تتأكد من تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

 

إيران الآن ترفض استقبال أي وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والبرلمان الإيراني قرر وقف التعاون مع الوكالة. 

 

الضربة الأخيرة لم تنهِ البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، وهناك نية إيرانية لاستئناف العمل فيه. كذلك، لا توجد حتى الآن مباحثات جدية بين واشنطن وطهران للتوصل لاتفاق نهائي، لأن إيران تضع شروطًا مثل رفع الحصار، وهو ما تواجهه أمريكا بتشدد.

في ظل غياب تفاصيل الاتفاق، هل نحن أمام هدنة مؤقتة تمهيدًا لجولة عنف جديدة؟

 

هي بالفعل هدنة، لكن لا يمكن التأكيد بأنها دائمة. استئناف القتال ليس مستبعدًا، لكنه لن يكون في المدى القريب، نظرًا للثقل الكبير الذي تركته الأيام الـ12 الماضية على الجانبين.

 

 إسرائيل غير قادرة على استئناف القتال بسرعة، وكذلك إيران، رغم خسائرها، أثبتت أنها قادرة على الرد وتكبيد إسرائيل خسائر كبيرة، حتى وإن لم تعترف بها تل أبيب.

 

كيف يمكن لمصر أن تتفاعل دبلوماسيًا مع هذا الوضع المؤقت؟ وهل هي مطالبة بلعب دور أكبر؟

 

مصر بالفعل بدأت التحرك، حيث تحدث وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني حول استئناف المفاوضات واستشراف المرحلة المقبلة. كذلك، أدانت القاهرة العدوان الإسرائيلي، كونه الطرف البادئ، وأكدت دعمها لإيران كدولة إسلامية وعضو بالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. مستقبلًا، يجب على مصر أن تدفع نحو آلية منظمة داخل الأطر الدولية لإدانة البرنامج النووي الإسرائيلي والمطالبة بمنطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، ورفض المعايير المزدوجة.

هل تعتبر الهدنة الحالية مشروطة أم مجرد فخ تكتيكي؟

الهدنة الحالية مشروطة، وليست مجرد فخ. الطرفان مرهقان، وما جرى خلال الـ12 يومًا الأخيرة كان يمكن أن يسبب تصعيدًا دوليًا واسعًا. إيران مستعدة لأي مغامرة إسرائيلية جديدة، وقد ترد بإغلاق مضيق هرمز، ما يهدد الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة. لكن في الوقت نفسه، الطريق قد يكون ممهّدًا للمفاوضات، إذا أبدت واشنطن حسن نية.

 

هل واشنطن مستعدة فعليًا لاحتواء التصعيد وقيادة مفاوضات جدية؟

 

الأمر مرهون بإرادة الولايات المتحدة، فهي التي تملك مفاتيح الضغط على إسرائيل. واشنطن رأت خلال الأيام الأخيرة أن إسرائيل منهكة، وقد تكون الآن مستعدة للدخول في مرحلة تفاوض. 

 

لكن إيران لن تدخل مفاوضات دون إجراءات حسن نية حقيقية من الطرف الآخر، لا مجرد تصريحات، خاصة أن الخطاب الأمريكي لا يزال يتراوح بين التهديد والتفاوض.

 

من الرابح ومن الخاسر في هذه الحرب التي استمرت 12 يومًا؟

 

إيران من حيث الواقع كانت الخاسر الأكبر، خاصة بخسارة أذرعها الإقليمية وتعطيل مشروعها النووي. لكنها في الوقت نفسه أثبتت صلابة الرد، ولم تستسلم. أما إسرائيل، فخسرت كثيرًا: اقتصادها تأثر بشدة، والمجتمع الإسرائيلي فقد الثقة في قدرة جيشه على حمايته.

 

الحرب لم تكسر إرادة إيران، التي تبقى قوة إقليمية كبرى ذات تاريخ ممتد، ولم تستطع إسرائيل فرض واقع جديد بالكامل.

تم نسخ الرابط