«بلدنا اليوم» تستطلع آراء أهالي كفر الشيخ قبل الانتخابات.. ومواطنون: النواب لا يعنيهم المواطن

رغم بدء فترة الدعاية الانتخابية لمجلس الشيوخ بكفر الشيخ، لكن الحديث عن مجلس النواب هو الأكثر تداولًا بين المواطنين في الأماكن العامة والمقاهي، فالدورة النيابية المنتهية لم تكن على قدر الطموحات والأحلام التي رسمها البعض لمحافظته.
أبرز الأزمات في وجه النواب
وتعاني كفر الشيخ من مشاكل جوهرية على كافة الأصعدة، في الوقت الذي تسعى الدولة لمرحلة جديدة من التقدم التكنولوجي، كفر الشيخ لا تزال تأن تحت وطأة البنية التحتية التي تكاد تكون معدومة، طرق متهالكة، مياه غير موجودة، خدمات صحية معدومة، 80% من القرى بلا صرف صحي.. مما يجعل نواب كفر الشيخ أمام تحدٍ كبير، والمرشحون يقع على عاتقهم أحلام تبدو في الظاهر بسيطة لكنها تحتاج لمن يعمل ليل نهار حتى يقوم بالقضاء على تلك الأزمات او بعض منها.
ورغم أن السباق البرلماني لم يبدأ بشكل رسمي، لكن الوجوه التي قررت خوض السباق اصبحت معلومة للجميع، ويبدو أن الصورة أصبحت شبه مكتملة في دوائر المحافظة ال4، والوجوه الجديدة قليلة جدًا.
حتى هذه اللحظة لم تعلن الأحزاب عن من يمثلها في استحقاق مجلس النواب 2025، إلا أن أكثر المرشحين ينتمون إلى أحزاب مستقبل وطن، والشعب الجمهوري، والجبهة الوطنية، وحماة الوطن، وقد يخوض البعض منهم السباق بشكلٍ مستقل إن لم يقع عليه الاختيار الحزبي في السباق القادم، وهناك بعض الوجوه الشابة - وإن كانت قليلة- أعلنت عن خوضها الانتخابات للمرة الأولى على النظام الفردي- مستقلين.
ويُتداول الحديث الأيام الأخيرة في كفر الشيخ، عن دور المال السياسي في المعركة الانتخابية، وحرص النواب على إثبات الولاء الحزبي عن الولاء للناخبين والمواطنين، مما أحدث حالة من الاستياء الشعبي في المحافظة عن أداء نواب المحافظة في الدورة المنتهية، وعن حتى المرشحين المحتملين للدورة القادمة، التي يعتبرونها وجوه قديمة لن تضف للمحافظة جديد.
خلال السطور القادمة تأخذكم 《 بلدنا اليوم》 في جولة ميدانية لمعرفة آراء المواطنين في كفر الشيخ حول دور نواب المحافظة، والانتخابات البرلمانية القادمة 《 مجلسي النواب والشيوخ》
عبد الستار الفقي، محامي من أبناء محافظة كفر الشيخ، يرى أن "نظام الانتخابات الحالي لا يمنح المواطن أي سلطة حقيقية في اختيار ممثليه، مشيرًا إلى أن "النائب اليوم لا ينتمي إلا لحزبه، لأنه إن رضي عنه الحزب، دفع به على القائمة، فتكون نسبة نجاحه شبه مضمونة، وإن نزل فردي، سيسعى لبناء قاعدة جماهيرية تضمن له الفوز".
وأضاف: "المرشحون لا يعنيهم المواطن من الأساس، والدليل أن الدورة النيابية المنتهية لم تحقق شيئًا ملموسًا لكفر الشيخ، فما زالت مشكلاتنا كما هي".
من جانبها، تقول ، أميرة عبد الغفار، صحفية، ومن أبرز رواد العمل العام بكفر الشيخ، إن الانتخابات المقبلة سواء لمجلس النواب أو الشيوخ، لا تختلف كثيرًا عن أي استحقاق آخر، فكل شيء أصبح يتحكم فيه المال، على حد تعبيرها.
سيطرة المال على الانتخابات
وتابعت عبد الغفار، من يملك المال يستطيع أن يترشح ويجمع مؤيدين، بينما الأحزاب للأسف لا تدعم الكوادر الشبابية الجديرة بالتمثيل، بل تكتفي بإعادة ترشيح نفس الأسماء التي لم تقدم شيئًا للمواطنين منذ عشرات السنين، متمنية أن ترى وجوهًا جديدة تعبّر عن المواطن بحق.
مواطن: كفر الشيخ بلا نواب حقيقين
أما محمد فريد، من أبناء مركز دسوق بكفر الشيخ، فعبّر عن إحباطه بقوله: المحافظة بلا نواب حقيقيين، وأن الموجودين حاليًا إما رجال مال يبحثون عن وجاهة، أو أصحاب علاقات يعرفون مسبقًا أنهم سينجحون.
وأكمل حديثه، "لم أر حتى الآن نائبًا يمثل البسطاء بحق، ننتخبهم، فتزداد مشاكلنا بدلًا من أن تُحل، أو حتى تظل كما هي".
ولاحظ ، خالد القبلاوي، محاسب من مركز سيدي سالم بكفر الشيخ، أن عدد المرشحين هذه المرة أقل مقارنة بدورات سابقة، لكن المشكلة أن نفس الوجوه تعود باستمرار، باستثناء وجه أو وجهين، وفرصتهما ضعيفة أمام سطوة العلاقات والخبرة السياسية.
النواب يغيبون عن المشهد ولا يظهرون إلا قبيل الانتخابات
وأضاف ساخرًا "نواب كفر الشيخ لا يظهرون إلا قبل الانتخابات بشهرين أو ثلاثة، يشاركون في الأفراح والعزاءات، ثم يختفون تمامًا حتى موعد الانتخابات التالي، حتى الأحزاب لم يعد لها دور خدمي حقيقي، مجرد لافتات أو حضور في مناسبة دعائية، لا أكثر ولا أقل.
فيما أعلن محمد أبو النصر، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، عن دعمه لأحد قيادات حزب مستقبل وطن، رغم عدم فوزه في الدورة السابقة، مؤكدًا أن هذا الرجل يخدم الجميع منذ سنوات دون انتظار مقابل أو منصب، فسواء دفع به الحزب أو لم يفعل، سأكون من أوائل مؤيديه.
وأسرد أن النواب الحاليون، لا أريد أن يطرق أحدهم بابي، فقد رحبنا بهم قبل الانتخابات، ولما طرقنا أبوابهم بعدها، لم نجد استجابة، ولن أمنح صوتي لأحد منهم مجددًا.
وختم حديثه قائلًا: أعتقد أن مستقبل وطن هو الحزب الأكثر تأثيرًا حاليًا، ولهذا يتمنى الجميع الترشح تحت مظلته.
برلماني: النائب ليست في يده عصا سحرية
في نفس السياق، لكن على صعيد آخر، يقول أحد نواب الدورة المنتهية عن كفر الشيخ- الذي فضل عدم ذكر اسمه- إن دور عضو مجلس النواب الخدمي لم يعد كما كان في السابق لأسباب كثيرة، أهمها ضعف الميزانيات والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العالم، والحروب المشتعلة من حولنا في كل الاتجاهات، والمواطن ينتظر من النائب ان يكون في يده العصا السحرية، مشيرًا " أن النائب لازم يوظف ابنه وينقل أخوه، ويغير الكون، في حين أن النائب يعمل وفق الظروف المتاحة له، وليس بيده أن يقول للشيء كن فيكون".
وأوضح النائب، أنه قد يخوض السباق المقبل تحت مظلة أحد الأحزاب الموجودة بائتلاف "من أجل مصر" لأن مرشح الحزب هو الأقوى فرصة من غيره، ويعد في القائمة الوطنية المرشح بحكم المعين.
وأضاف عضو النواب، أنه إن لم يتم ترشيحه عن الحزب في القائمة الوطنية فسيقوم بخوض السباق مستقلًا على النظام الفردي، مثل الدورة السابقة، مؤكدًا بذله كل الجهد من أجل تحقيق كل ما هو متاح للمواطن.
الأحزاب الطريق الأكثر ضمانة للوصول إلى البرلمان
فما بين بحث المرشحين عن حزبٍ قويّ يمهد لهم الطريق للحياة النيابية مهما كانت التكلفة، وحلم المواطن بنواب حقيقيين يحملوا معاناة المحافظة وآلام مواطنيها.. يبدأ الصراع الانتخابي مبكرًا في كفر الشيخ.