بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مفتي الديار الأسبق يبشر المصريين بدولة الخلافة وظهور المهدي

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أثار الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، اهتمام المتابعين بعدة منشورات له عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك"، تناول فيه أحاديث نبوية تتعلق بواقع الفتن، ورؤية المسلمين لمستقبل الأمة، وصولًا إلى الحديث عن المهدي المنتظر باعتباره من العلامات الكبرى للساعة.

في مستهل منشوره، استشهد جمعة بحديث شريف يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دلّ أمته على كل ما فيه خير لدينهم ودنياهم، ونبّههم إلى كل ما يبعدهم عن طريق الهلاك.

وأكد أن استقامة حياة الإنسان لا تتحقق إلا عبر الالتزام بتعاليم الله، مشيرًا إلى أن البعد عن هذا المنهج هو السبب الرئيسي فيما يعيشه الناس من اضطرابات فكرية وسلوكية وانقسام مجتمعي.

كما أشار جمعة إلى مؤلفات خصصها العلماء عبر التاريخ لبحث قضية المهدي، من بينها كتب الإمام السيوطي، وابن حجر المكي، والشوكاني، وملا علي القاري، وغيرهم، الذين استندوا إلى الأحاديث المتواترة في دعم الاعتقاد بظهور المهدي في نهاية الزمان.

تحولات متسارعة

وأضاف أن الواقع يشهد تحولات متسارعة يشوبها اضطراب المفاهيم، وتبدل المواقف، وتضارب المعايير، وهي سمات ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث تتناول أزمنة تغلب فيها الأهواء، وتُكذّب فيها الصادقون، ويُصدق فيها المدّعون، ويُمنح التأثير لمن لا أهلية لهم في قضايا الأمة.

جمعة قال إن الأحاديث النبوية الواردة في هذا الشأن لم تكن مجرد تحذيرات، بل تضمنت توجيهًا لتهدئة النفوس وتثبيت القلوب، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك الأمة دون بوصلة، بل أشار إلى ملامح الأحداث الكبرى التي ستسبق نهاية الزمان، ومن بينها ظهور المهدي الذي يوحد المسلمين بعد حالة من الاضطراب والانقسام.

وأوضح جمعة أن ظهور المهدي يعد من أبرز العلامات الكبرى للساعة، وقد وردت في شأنه روايات كثيرة في كتب الحديث، نقلها عشرات من الصحابة، ورويت بأسانيد متعددة لدى أئمة كبار مثل أحمد بن حنبل، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، والطبراني وغيرهم.

وقت يشبه وقتنا

قال شيخ الطريقة الصديقية إن المسلمين يؤمنون بأن المهدي سيظهر في وقت تشتد فيه الأزمات ويضعف فيه الأمل، ليملأ الأرض عدلًا بعد أن سادها الظلم، وأضاف: "يخرج المهدي على حين اختلاف وفرقة للأمة ربما تكون كفرقتنا هذه واختلافنا، ويجمع الله عليه الناس، وهذا ليس بيد أحد من البشر، فكما جمع على جده صلى الله عليه وآله وسلم قلوب الناس، يجمعها له".

وأوضح أن المهدي أن يحكم لسبع سنوات، تنعم خلالها البشرية بالخيرات، حيث تُسقى الأرض بمطرها، وتُخرج نباتها، ويُوزع المال بلا شح ولا حرمان.

آخر الخلفاء

ونقل جمعة عددًا من الأحاديث التي وردت بشأن صفات المهدي، منها أنه من نسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحمل اسمه، وأنه من ذرية السيدة فاطمة الزهراء، ومال إلى الرأي بأنه من نسل الإمام الحسن بن الإمام علي رضي الله عنهما، وهو رأي ابن تيمية.

ونقل جمعة عن ابن تيمية وصفه للمهدي بقوله: "الخليفة الراشد المهدي، الذي هو آخر الخلفاء".

وأكد أن اجتماع الأمة على رجل واحد، بعد سنوات من الفرقة، ليس أمرًا بشريًّا خالصًا، بل هو من أقدار الله، فالمهدي سيخرج عندما يضيق الحال بالمؤمنين، وتضيق عليهم الأرض بما رحبت، في وقت يفقدون فيه الأمل في الإصلاح، يفقدون فيه الأمل في وحدة عربية، أو نخوة إسلامية، يتمكن منهم أعدائهم.

واختتم جمعة بأن خروج المهدي سيكون في وقت تتسع فيه الهوة بين المسلمين، وتتباعد فيه الرؤى، وتزداد فيه المعاناة، ليكون ظهوره مخرجًا ربانيًا من ضيق العصر وشتاته

 كما أشار إلى أن دوره لا يتوقف عند الجانب السياسي أو الإداري، بل يتعداه إلى إعادة صياغة العدل والمساواة في زمن تفشت فيه المظالم والتمييز، مستشهدًا بحديث: (أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً، كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحًا، فقال له رجل : ما صحاحا ؟ قال : بالسوية بين الناس. قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد  ﷺ غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديًا فينادي، فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول : ائت السدان -يعني الخازن- فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له : أحث، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفسًا، أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له : إنا لا ينفذ شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أو قال ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد في مسنده].

تم نسخ الرابط