استمرار ضعف الدولار عالميًا وسط الصفقات التجارية.. ركود تضخمي أم قيمة عادلة؟

نشرت وكالة أكسيوس الأمريكية تقريرًا عن استمرار ضعف الدولار بالرغم من استمرار سريان الصفقات التجارية، مؤكدة استمرار الدولار في الضعف، حيث انخفض بأكثر من 10% هذا العام بعد أكبر خسارة في النصف الأول منذ عام 1973.
وأضافت "أكسيوس"، أن تراجع الدولار الأمريكي قد يكون علامة على قيام عديد من البلدان الآن بعملية سحب الدولار، أي الابتعاد عن الأصول المقاومة بالدولار، في ظل حالة عدم اليقين بشأن السياسة المالية في الولايات المتحدة والتي تعتبر بمثابة رياح معاكسة، مشيرة إلى أن خفض قيمة الدولار على نطاق واسع ليس أمرًا سيئًا، بالنسبة للدولار فحسب، وإنما قد يؤثر على الأسهم.
العريان: ركود تضخمي
من جانبه صرح الدكتور محمد العريان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيمكو والرئيس الحالي لكلية كوينز في كامبريدج، وحكيم وول ستريت المالي، لوكالة أكسيوس، أنه يتحقق من الدولار عندما يستيقظ كل صباح، موضحًا أن حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات، هي التي تدفع إلى خفض قيمة الدولار.
وبينما يعتقد العديد من المستثمرين أن هذه عملية إعادة ضبط ستؤدي إلى نظام أكثر كفاءة، إلا أن "العريان" يحذر من أنها قد تؤدي بدلًا من ذلك إلى "لحظة جيمي كارتر، والتي قد تقضي إلى ركود تضخمي، مفندًا ذلك بأن حالة عدم اليقين تؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار، مما يعني أنها تؤثر أيضا على أجزاء أخرى من السوق والاقتصاد.
وأشار إلى إمكانية أن يؤدي ضعف الدولار إلى تفاقم منحنى العوائد، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للشركات والأسر.
وتابع "العريان"، أنه إذا ابتعد المستثمرون العالميون حقًا ليس فقط عن الدولار، بل وأيضًا عن الأصول المقومة بالدولار مثل الأسهم، فقد يشكل ذلك رياحًا معاكسة للسوق الأوسع أيضًا، ولعدم وجود بديل حقيقي للدولار، فإن المستثمرين لا يستطيعون خفض اعتمادهم الزائد على الدولار إلا "تدريجيًا للغاية".
فانجارد: قيمة عادلة
فيما أكدت مجموعة "فانجارد" العالمية للاستشارات المالية، وفقًا لمذكرة بحثية، إن الانخفاضات الأخيرة في الدولار تأتي بعد مسيرة صعود استمرت ثلاث سنوات، مما يعني أن الضعف الأخير يترك الدولار عند "القيمة العادلة"، مُبدية كثير من التفاؤل بشأن ظهور جانب إيجابي من الصفقات والسياسات التجارية على المدى القريب، التي قد تدعم الإنتاجية وارتفاع أسعار الفائدة تقييمات الدولار على المدى الطويل.
واختتمت "فانجارد" حديثها بأن انخفاضات الدولار قد لا تكون دائمة، ولكن الضعف الحالي للدولار هو تذكير بأهمية التنوع العالمي، وأنه مع تزايد الضغوط على تقييمات الأسهم الأميركية واستمرار الأسواق العالمية في تقديم عوائد ضخمة، فإن "توزيع المخاطر عبر المناطق" هو الحل الأمثل للاستثمار طويل الأجل.
جدير بالذكر أن مجموعة فانجارد، هي شركة أمريكية مسجلة تدير أصول تتجاوز سبعة تريليون دولار، بالإضافة لكونها أكبر ممول للصناديق المشتركة وثاني أكبر ممول لصناديق المؤشرات المتداولة في البورصة، عالمياً، كما أنها متخصصة في إبداء استشارات بشأن الاستثمارات وخدمات الوساطة، والمعاشات السنوية المتغيرة والثابتة، وخدمات الحسابات التعليمية، والتخطيط المالي، وإدارة الأصول، وخدمات الائتمان.
أما الدكتور محمد العريان، الرئيس الحالي لكلية كوينز في كامبريدج، والذي اشتهر في الأوساط المالية العالمية بـأنه "حكيم وول ستريت"، بعد إدارته مؤسسة "بيمكو" العالمية، والتي كانت تدير 1100 مليار دولار، والذي يتأثر الاقتصاد العالمي بتصريحاته وردود أفعاله، كما أنه أهم مرجع لكبريات الصحف والمؤسسات المالية العالمية، وكثير من الدول.