يسري عبيد: إسرائيل تسعى لتهجير سكان غزة عبر سياسة التجويع والمماطلة في الهدنة| خاص

تتزايد المشاهد المأساوية يومًا بعد يوم في قطاع غزة بعد انتشار صور للأطفال في كل مكان يعانون من سوء التغذية بسبب ممارسات إسرائيل في القطاع المحاصر، حتى وصل الحال بهم إلى المجاعة التي تفتك بحياة المدنيين، وفي المقابل تتضاءل آمال الهدنة التي كان ينتظرها جميع الفلسطينيين، بحثًا للخروج من النفق المظلم.
فرض المجاعة على قطاع غزة
من جانبه، أكد الباحث السياسي في العلاقات الدولية “يسري عبيد”، أن ما تمارسه إسرائيل اليوم بفرض هذه المجاعة على قطاع غزة هي محاولة من جانب قوات الاحتـ ـلال الإسرائيلي لتضييق الخناق على السكان الفلسطينيين، ومحاولة لإجبار السكان على الفرار.
وأشار عبيد، أن تلك السياسات الإسرائيلية تهدف لتجميع الفلسطينيين والتفكير جديًا في الخروج من قطاع غزة، مؤكدًا على أن إسرائيل تريد أن تجعل من القطاع مكان غير آمن ومكانًا غير قابل للمعيشة بعدما قضت على جميع البنى التحتية في القطاع.
اتجاه متطرف

وأشار الباحث السياسي يسري عبيد في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم” إلى أن الممارسات الإسرائيلية ضد سكان غزة من أساليب الحصار التي تتبعها إسرائيل، مؤكدًا على سعي تل أبيب لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد عبيد، أن هناك اتجاهًا في إسرائيل يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجناح المتطرف في إسرائيل والحكومة المتطرفة لتهجير سكان غزة وإخلاء القطاع من كل الفلسطينيين للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، مشيرًا إلى أن هناك مماطلة كثيرة في مسألة الهدنة ووقف إطلاق النار على قطاع غزة في ذلك الوقت، بعد ما انسحب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من المفاوضات في الدوحة.
الهدنة بعيدة
وأضاف يسري عبيد، أن الجانب الإسرائيلي يحاول الالتفاف على جميع المحاولات التي يقوم بها الوسطاء سواء كانت محاولات من قطر أو مصر لفرض تلك الهدنة، مشيرًا إلى نتنياهو دائمًا يحاول التهرب من محاولات وقف إطلاق النار والتلاعب بجميع الأطراف، ويحاول كسب المزيد من الوقت لإضعاف حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وأكد عبيد، أن نتنياهو يريد أن يضع ضغوطًا كبيرة على الحركة عن طريق فرض التجويع وقتل الناس في قطاع غزة ومن خلال ذلك يجبر الحركة على تقديم تنازلات، لافتا إلى أن فرص فرض الهدنة ما زالت حتى الآن بعيدة بالرغم من أنها كانت في فترة سابقة قريبة وستتحقق.
وأكد عبيد على أن الهدنة تراجعت كثيرًا بسبب سلوك ونهج نتنياهو وحكومته المتطرفة في القطاع، معتقدًا أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس قدمت الكثير من التنازلات لمحاولة إنهاء هذا العدوان وإنهاء الحرب.
وأشار إلى أن نتنياهو كان يقابل تلك التنازلات بمزيد من الإملاءات، ومزيد من الشروط لمحاولة فرض استسلام كامل على حركة حماس في قطاع غزة، مؤكدًا أن فرص وقف الحرب حتى الآن ما زالت ضعيفة وضئيلة، طالما استمر نتنياهو في أفعالة وطالما لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة ضغوط كبيرة على نتنياهو لوقف هذه الحرب، بجانب جهود مصر وقطر في هذا الملف، موضحًا أن نتنياهو سيتصرف بكل حرية في قطاع غزة إذا لم يتم الضغط عليه من كل جانب.