رحلت في صمت.. نهاية حزينة لسيدة أجنبية داخل شقتها بالعجوزة

في شقة صغيرة تطل على أحد شوارع حي العجوزة، كانت تعيش سيدة أجنبية بمفردها، لا يعرف عنها الجيران سوى أنها امرأة هادئة، لا تختلط بأحد، وتعود إلى بيتها في صمت وتغلق بابها خلفها ، فلم تكن تثير أي ضجيج، ولم يسمع لها صوت يومًا، لكنها كانت تخفي خلف الصمت وجهًا آخر، وجها مثقلا بالحزن والوحدة.
مرت أيام وسكان العقار لم يروها، لم تُفتح شرفتها كعادتها، ولم تضاء أنوار الشقة مساءً كما اعتادوا، لم يطرق أحد بابها، ولم يسأل أحد عن غيابها، إلى أن بدأت رائحة غريبة تتسلل من شقتها، وتثير القلق في نفوس الجيران. حينها فقط، اتصلوا بالشرطة.
حضرت قوة من قسم العجوزة، وفتحوا الباب بهدوء، ليجدوا السيدة معلقة في غرفة نومها، وقد قررت أن ترحل من هذا العالم بطريقتها الخاصة، لا صراخ، ولا كلمات وداع، فقط حبل وصمت طويل.
وبعمل التحريات تبين أن السيدة تقيم بمفردها في العقد الثالث من العمر، وتحرك رجال الشرطة في المكان، وتواصلوا مع الجهات المختصة، وتم نقل جثمانها في سيارة الإسعاف.
بدأ رجال الشرطة في سؤال الجيران، وجمع كل ما يمكن أن يكشف عن أيامها الأخيرة، لم تكن على خلاف مع أحد، لكنها كانت لا تتحدث مع أحد، وبعض الجيران قالوا إنها بدت حزينة في الفترة الأخيرة، لكنها لم تشكُ لأحد، فقط كانت تمر، تبتسم بخفة، وتختفي خلف بابها.
وتبين من التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، أن المتوفية كانت تعاني خلال الأيام الماضية من اكتئاب حاد دفعها لإنهاء حياتها.