زياد الرحباني وفيروز.. تحالف الأم وابنها الذي غير وجه الموسيقى العربية

برز اسم زياد الرحباني كواحد من أبرز المجددين في الموسيقى والمسرح العربي، بعدما تولى مهمة شاقة وهو إعادة تقديم فيروز بعيدا عن الأخوين رحباني، بأسلوب أقرب إلى نبض الشارع اللبناني، يعكس آلامه، أحلامه، وتناقضاته اليومية، دون أن يفقد جوهر الصوت الفيروزي الآسر.
بعد رحيل عاصي الرحباني، زوج فيروز ووالد زياد، وركن من أركان المدرسة الرحبانية، واجهت فيروز تحدي حقيقي: هل تواصل المسيرة بذات النهج أم تخط طريق مختلف جاء الجواب من ابنها زياد، الذي كان في مطلع العشرينات، حين لحن لها عام 1979 ألبوم "وحدن"، ليمثل ذلك العمل أولى خطوات "التحرر الفني" من العباءة الرحبانية التقليدية.
أبرز المحطات الغنائية بين فيروز وزياد
ألبوم "وحدن" (1979)
0هذا العمل وضع زياد على خارطة التلحين الكبرى، فقدم موسيقى تحمل بصمته الخاصة: حزينة، داخلية، غاضبة أحيانًا، لكنها حقيقية. احتوى على:
وحدن , عودك رنان , البنت الشلبية (بتوزيع جديد)
ألبوم "كيفك إنت" (1991)
شكل نقلة نوعية في مسيرة فيروز. ألبوم مليء بالأسئلة العاطفية والوجدانية، تارة عن الحب، وتارة عن الوطن. من أبرز أغانيه:
كيفك إنت , زعلي طول أنا وياك , يلا تنام , بكتب اسمك يا حبيبي (توزيع حديث)
ألبوم "إلى عاصي" (1995)
عمل بصيغة الوفاء، بصوت أرملة مكلومة، وبلحن ابن يحمل ذكرى والده. الألبوم لم يكن مجرد تأبين، بل تجديد.
ألبوم "بالي" (2001)

ورغم أن زياد لم يكتب مسرحيات كاملة لفيروز، إلا أن إشرافه الموسيقي على حفلاتها وخاصة في بيت الدين وبعلبك كان حاضر بقوة، من خلال توزيعاته الغنية بالمزج بين الجاز والموسيقى الشرقية الكلاسيكية.
شكلت كلمات زياد، التي كتبها لنفسه أو لفيروز، انعكاس للشارع اللبناني الممزق بالحروب والطائفية، كما مثلت رؤيته نوع من التمرد على التصنيفات الجاهزة، وهو مما جعله موضع إعجاب وجدل في آن، كلمات مثل: “ما قلتلي وين كنت بغيابي ما قلتلي ليش ما حكيت”، أو “أنا مش كافر، بس الجوع كافر”، تركت أثر لا يمحى في ذاكرة الجمهور.
رغم تحفظها الإعلامي الشديد، قالت فيروز في أحد اللقاءات النادرة عن ابنها: “زياد بيعرفني وبيعرف صوتي وبيعرف لبنان”.