في ذكرى رحيله.. فريد شوقي "ملك الترسو" الذي ترك الهندسة من أجل الفن وتزوج 5 مرات

تحل اليوم 27 يوليو ذكرى رحيل الفنان الكبير فريد شوقي، الذي لم يكن مجرد نجم شباك أو ممثل شعبي، بل كان حالة فنية متكاملة نسجت خيوطها من قلب الشارع المصري، حتى أصبح "وحش الشاشة" و"ملك الترسو" عن جدارة.
النشأة
ولد فريد شوقي يوم 30 يوليو عام 1920 بحي السيدة زينب الشعبي، وكانت لتلك النشأة أثر كبير وثري ساعده لاحقاً في تجسيد أدوار البطل الشعبي بكل واقعية.
بدأ حياته المهنية بعيد عن الفن، إذ التحق بمعهد الهندسة التطبيقية، وعمل كمهندس في مصلحة الأملاك الأميرية، إلا أن شغفه بالفن ظل يطارده، وكأنه لا يجب أن يمتهن سوى التمثيل فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليبدأ رحلته ومشواره الفني.
بدايته الفنية.. من المسرح إلى صدارة الشاشة
لم تكن بداية فريد شوقي عادية، حيث تعرف على الفنان يوسف وهبي الذي آمن بموهبته وضمه إلى فرقة "رمسيس" المسرحية، ومن هناك كانت انطلاقته السينمائية بفيلم "ملاك الرحمة" 1946، إخراج يوسف وهبي، ثم "ملائكة في جهنم" 1947 للمخرج حسن الإمام، وفي فترة بسيطة أصبح نجم جماهيري تتهافت عليه شركات الإنتاج.
جعلوه مؤلفًا
عام 1950 شهد تحول مهم في مسيرته حين كتب أول سيناريو له لفيلم "جعلوني مجرمًا" بالمشاركة مع رمسيس نجيب، وإخراج عاطف سالم، ولم يكن مجرد فيلم ناجح، بل كان سبب في تعديل قانون "الصحيفة الجنائية" في مصر.
وكتب فريد شوقي أكثر من 20 عملًا سينمائيًا، تناول فيها قضايا البطالة، الفقر، من أبرز هذه الأعمال "الأسطى حسن، رصيف نمرة خمسة، كلمة شرف، الفتوة"، وغيرها من الأعمال التي تميزت بالبساطة وصدق الإحساس الإنساني.
منتج صاحب رؤية
لم يكتفي فريد شوقي بالتمثيل أو الكتابة، بل أسس شركة إنتاج وطرح موضوعات إنسانية واجتماعية مثل "الفتوة"، واستطاع أن يصنع لنفسه هوية فنية مستقلة.
رصيد فني يتجاوز 400 عمل
على مدار أكثر من 50 عامًا، قدم فريد شوقي أكثر من 400 عمل بين التمثيل والتأليف والإنتاج ومن أشهر أعماله" إعدام ميت، عنتر بن شداد، الفتوة، شاويش نص الليل، باب الحديد، رجل فقد عقله، كلمة شرف، بورسعيد، الأسطى حسن، أمير الدهاء، صاحب الجلالة، فتوة الناس الغلابة، وسعد اليتيم".
حياته الشخصية.. 5 زيجات وعائلة فنية
تزوج فريد شوقي خمس مرات، أبرزها زيجته من الفنانة هدى سلطان، التي شاركته مشوار فني وإنساني وأنجب منها "ناهد ومها" ثم تزوج من السيدة سهير ترك، التي ظلت بجانبه حتى وفاته، وأنجب منها "عبير ورانيا".
الرحيل
في 27 يوليو عام 1998، أسدل الستار على حياة فنية استثنائية، لكن بقيت أعمال فريد شوقي شاهدة على موهبته وإخلاصه للفن، وفنان كان يعبر عن نبض الناس ويحمل همومهم على الشاشة الفضية.