عصام زكريا: العنف ضد المرأة يتطلب حربا اجتماعية شاملة لا مجرد مسلسل (خاص)

يرى الناقد الفني عصام زكريا على ضرورة تناول الدراما لأي ظاهرة مجتمعية بغض النظر عن مدى انتشارها.
وأوضح عصام زكريا، لـ"بلدنا اليوم"، أن وجود الظواهر يبرر مناقشتها درامي حتى لو كانت نسبتها ضئيلة للغاية كواحد في المليون.
لفت إلى أن الثقافة المجتمعية والتفسيرات الدينية ترسي فكرة حق الرجل في ضرب المرأة.
وأردف أن هذا الأمر يتطلب حرب اجتماعية شاملة تتضمن إصدار القوانين تطبيقها بحزم والتوعية في المدارس ووسائل الإعلام والشارع.
واعتبر أن مسلسل مثل فات الميعاد يتناول رجل يضرب زوجته أقل ما يمكن تقديمه في هذا الواقع فأن قصص الدراما يجب أن تستمد من الواقع.
وأوضح أنه ليس من الضروري أن يبحث صانع الدراما عن الأغلبية بل يمكنه مناقشة أي قصة يراها مهمة حتى لو كانت حادثة فردية أو وقعت منذ زمن بعيد.
أشار إلى أن الدراما تساهم في تغيير الواقع لكنها ليست العامل الوحيد.
وشدد على أن الأهم ليس مجرد مناقشة الموضوع بل كيفية مناقشته والسياق المجتمعي الذي يعرض فيه فإذا كانت الأفلام تعرض باستمرار صور لرجال يضربون النساء دون سياق للرفض فإن ذلك يرسي فكرة أن العنف شيء عادي.
وأكد الحاجة الماسة لمناقشة قضايا العنف ضد النساء والأطفال في الدراما إلى جانب عمليات اجتماعية ومجتمعية متكاملة، ودعا إلى حملات توعية ضد العنف.
أوضح أن تطبيق القوانين بحسم سيقضي على العنف بجميع أشكاله لكن ذلك لا يتحقق بمسلسل واحد فقط وضرب مثالًا بمسلسل "تحت الشمسية" الذي ناقش التحرش، وهي ظاهرة منتشرة على نطاق واسع لكنها تفتقر إلى الإحصائيات والصراحة في الاعتراف مما يعيق معالجتها.
وأشار إلى أن أعمال الدراما التي تناقش العنف يمكن أن تساهم في تغيير القوانين بل أن القوانين موجودة بالفعل لكن العرف الاجتماعي غالبًا ما يكون أقوى.
واختتم بالتأكيد على ضرورة التكاتف جهود المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والدراما والسينما لتحقيق تغيير حقيقي واقعي.