بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

رحلة الصمت والذكريات.. إنقاذ شاب ووفاة والدته تحت أنقاض منزلهما بطنطا

انهيار عقار طنطا
انهيار عقار طنطا

كأي سيدة مصرية استيقظت في الصباح الباكر تدعو ربها خير اليوم وما يحمله لها، ترتب منزلها برتابة، تنظر لشوارع منطقتها المتواضعة بطنطا، ولكن سرعان من اختفت ابتسامة وجهها، وبدأ صفوها يتعكر ويحل محله رعب يظهر جليا على قيمات وجهها، بعد أن انتبهت لصوت قرقعة في سقف منزلها، وحينما نظرت للأعلى سقط سقف المنزل فوقها لتكون تلك آخر نظراتها للحياة، وتتحول دقائقها الأخيرة إلى صراع مؤلم تحت الركام، بينما كان نجلها يصارع للبقاء بجوارها.

 

 

أقدام الجيران تسابق الريح والموت يسبقهم

صرخات الجيران بدأت تتعالى، وأقدامهم سابقت الريح في العدو إلى موقع انهيار المنزل، الأنقاض تملأ المكان، والحطام والركام يحولون دون المرأة وجيرانها، لا يمكنهم إنقاذها، والدموع بدأت في الانهيار على تلك الجارة المسكينة، حتى وصلت سيارات الشرطة والإسعاف، وفرض رجال الأمن طوقًا حول المكان، بينما بدأت فرق الإنقاذ في البحث عن الأم ونجلها تحت الأنقاض.

 

 

المشهد لا يمكن لأي دراما واقعية وصفه، فالشاب يحمل وجهه آثار الخوف والرعب كمن نجا من المون، بل بالفعل قد نجا من الموت، لكن صدمته ألجمت لسانه وجعلته لا يستطيع الحديث، فقط عيناه تبحثان برعب عن والدته، عل أحضانها تطمئنه، لا يستمع لأحد لا ينظر ولا يتكلم، فقط نظرات تائهة تبحث عن ضالتها بين الحطام، وعقل لا يصدق أن ذلك هو الفراق، غفد كانت تحاول إيقاظه من لحظات، وهو يداعبها ككل صباح ويضحكان معا، حتى يستمع لدعواتها التي تحميه دوما.

 

رحلة الصمت والذهول تبدأ بوفاة الأم

رجال الإنقاذ خرجوا بجثمان الأم، لتبدأ رحلة الذهول والصمت، يجتاحهم الذكريات، يحاول أن يستوعب أن والدته قد توغيت، ولكن عقله يرفض تصديق ذلك، تلك الجدران التي اطبقت على والدته، هي من كانت تحميهم من البدر، عل أحضانها هي من كانت تقيه البرد، تلك أمه، أين ذهبت لمعة عينيها وضحكتها، لم يتوقع يوما فراقها، ولكن هذا ما حدث الآن، ليبدأ الشاب بالانهيار.

 

 

ووصل إلى محل الحادث اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، يرافقه نائبه الدكتور محمود عيسى، ومدير الأمن اللواء أسامة نصر، وعدد من القيادات التنفيذية، للوقوف على تطورات الموقف ومتابعة جهود الإنقاذ ميدانيًا.

وناقش المحافظ أهالي المنطقة، مطمئنًا إياهم أن الجهات المختصة ستتولى فحص المنزل، والوقوف على الأسباب التي أدت إلى انهياره، موجها  بسرعة تشكيل لجنة لفحص حالة العقار وتقديم تقرير عاجل، مشددًا على ضرورة مراجعة أوضاع العقارات القديمة والمتهالكة في المنطقة.

تم نسخ الرابط