بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

تسريب محادثات ChatGPT عبر محركات البحث يثير الجدل.. و OpenAI يلغي ميزة المشاركة

ChatGPT
ChatGPT

في صباح يوم مشمس من أواخر يوليو 2025، تفاجأ مستخدمو الإنترنت باكتشاف صادم، حيث أصبحت محادثاتهم الخاصة مع ChatGPT، الروبوت الذكي من تطوير OpenAI، متاحة علنًا عبر محركات البحث مثل جوجل، حث  شملت هذه المحادثات استفسارات متنوعة، من أسئلة بسيطة عن تجديد المنازل إلى مواضيع حساسة مثل الصحة النفسية وخطط الأعمال الاستراتيجية، مما أدى إلى ظهور آلاف المحادثات في نتائج البحث وأثار موجة واسعة من القلق بشأن الخصوصية.

 

 

بدأت القصة عندما أطلقت OpenAI ميزة تجريبية تتيح للمستخدمين مشاركة محادثاتهم عبر رابط عام، مع خيار "جعل المحادثة قابلة للاكتشاف" عبر محركات البحث، حيث كان الهدف من هذه الميزة، التي أطلقت بهدوء في بداية العام، هو تمكين المستخدمين من مشاركة محتوى مفيد مع الآخرين، على غرار منصات مثل Stack Overflow، لكن ما لم يتوقعه الكثيرون هو أن هذه الروابط، عند تفعيل خيار الاكتشاف، أصبحت متاحة لفهرسة محركات البحث، مما جعلها مكشوفة لأي شخص يستخدم استعلامات بحث بسيطة مثل "site:chatgpt.com/share".

 

 

وسرعان ما لفتت هذه المشكلة انتباه الباحثين، حيث كشف تقرير لمجلة Fast Company عن فهرسة حوالي 4500 محادثة، بعضها يتضمن معلومات حساسة مثل مناقشات حول التداول الداخلي، أو استفسارات قانونية، أو حتى خطط لمهاجمة إلكترونية، وقد أشار الباحث هينك فان إس، إلى أن أكثر من 110 آلاف محادثة أخرى محفوظة في أرشيف الإنترنت "Wayback Machine"، مما زاد من تعقيد المشكلة.

 

 

ردا على موجة الانتقادات، تحركت OpenAI بسرعة، في الأول من أغسطس 2025، أعلن داني ستوكي، رئيس أمن المعلومات في الشركة، إلغاء الميزة التجريبية، موضحًا عبر منشور على منصة X أنها "أتاحت فرصًا كثيرة جدًا للمستخدمين لمشاركة أمور لم يقصدوها عن غير قصد"، وقد أكدت الشركة أنها تعمل مع محركات البحث لإزالة المحادثات المفهرسة، رغم أن العملية قد تستغرق وقتًا.

 

 

تسببت هذه الحادثة في إعادة التفكير في توازن الخصوصية والابتكار في عالم الذكاء الاصطناعي، فقد أشار خبراء الأمن السيبراني إلى أن تصميم واجهة المستخدم لم يوفر تحذيرات كافية حول مخاطر المشاركة، مما جعل العديد من المستخدمين يفعلون خيار الاكتشاف دون وعي كامل بالتبعات.

 

 

وأوضح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، أن المحادثات مع ChatGPT لا تتمتع بحماية قانونية مماثلة لتلك التي يوفرها الأطباء أو المحامون، مما يزيد من حساسية الموقف.

 

 

فيما يخص المستخدمين، أوصت OpenAI بالتحقق من الروابط المشتركة عبر إعدادات الحساب في قسم "التحكم في البيانات" وإزالة أي روابط غير مرغوب فيها، ومع ذلك، حذر الخبراء من أن المحادثات المفهرسة قد تظل متاحة عبر نسخ مخبأة أو أرشيفات خارجية، مما يستدعي حذرًا أكبر عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

 

 

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد واجهت شركات مثل جوجل وميتا مشكلات مماثلة مع أدواتها الذكية، مما يعكس تحديًا أوسع في قطاع الذكاء الاصطناعي، ومع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات، ويبقى السؤال كيف يمكن للشركات تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية خصوصية المستخدمين؟

تم نسخ الرابط