مابعد المساعدات الإنسانية.. غزة مازالت تعاني بالرغم من الجهود الدولية (خاص)

تستمر إسرائيل في استخدام سكان قطاع غزة لخدمة مصالحهم فجعلوهم كأنهم دمى تحركها أصابعهم من السماء، فبعد حصار وتجويع فرضها الإحتـلال على المواطنيين الفلسطينيين وبعد ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي، سمحت إسرائيل بدخول كميات من المساعدات الإنسانية ولكنها لا تكفي الفلسطينيين الجوعى في غزة الذين عانوا من فترة كبيرة من المجاعة التي فتكت بكثير منهم، ووضعت الأطفال في دائرة الخطر التي تقودهم إلى الموت المحتوم في نهاية الطريق.
وتأزمت الهدنة بين حماس وإسرائيل في الدوحة، فكل منهم متمسك بشروطه، فحماس تتمسك بالسيطرة على قطاع غزة بسلاحها وبخروج شامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أما إسرائيل تتمسك بالتخلص من حماس بشكل نهائي، ويقف المواطن الفلسطيني العادي المدني لا يعلم ماذا يفعل في حياته أو مستقبله القادم.
الجمهور الإسرائيلي مع قتل الفلسطينيين

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، إلى أن الشائعات حول ان يتم الانقلاب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي شائعات سخيفة، مؤكدا على أن أعلى نسبة تأييد حصل عليها نتنياهو في إستطلاعات رأي فغالبية الجمهور الإسرائيلي مع قتل الفلسطينيين وطردهم خارج أرضهم وهم أيضا ضد قيام دولة فلسطينية، بالإضافة إلى أنهم يؤيدون ويتجهون إلى اليمين واليمين المتطرف.
وأكد مطاوع في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، على أن إدخال المساعدات لن يثير انقلاب ضد نتنياهو ولا توترات لأن هذة المساعدات التي تدخل إلى القطاع ليست بالكميات الكافية، مشيرا إلى أن نتنياهو أدخل المساعدات الإنسانية ليخفف الضغط العالمي والدولي، وأن يظهر إلى الإعلام أنه يطعم المدنيين الفلسطينيين حتى لا يتم تسجيل ان إسرائيل تقوم بإرتكاب جريمة حرب.
خطوة مهمة ليس ليها تأثير حاليا
وأضاف مطاوع، أن خطوة الإعتراف سواء من فرنسا أو بريطانيا أو أي دولة بدولة فلسطين هي خطوة مهمة ولكنها لن تكون لها تأثير فعلى حاليا، مشيرا إلى أن الأهم من الإعتراف هو المطالبة بإنهاء الاحتلال وتطوير وتصعيدمكانة فلسطين في الأمم المتحدة بحصولها على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، ولكن سيطل الإعتراف بالدولة الفلسطينية له قيمة لكنها لن تكون مؤثرة على الحرب التي تحدث الآن.
إعتراض الشارع الإسرائيلي ليس لقتل الفلسطينيين

وأكدت خبيرة العلاقات الدولية هبة البشبيشي، على أن الاعتراضات التي تتجدد في الشارع الإسرائيلي ضد نتنياهو ليس لأنه يقوم بقتل الفلسطينيين، ولكن الإعتراض الوحيد هو على أن نتنياهو لم يحقق الأمن الداخلي المطلوب منه، مشيرة إلى أن آلية العمل في إسرائيل تحديدا في عمل السياسات الخارجية تعتمد على اختيار شخص عدواني ضد العرب بنفس شاكلة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بالإضافة إلى تحقيق الامن لإسرائيل، فنتنياهو سوف يُحاسب على نقطة عدم تحقيق الامن الداخلي لكن لن يحاسب على أي جرائم حرب قام بها.
وأشارت البشبيشي في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"،ىأن إسرائيل لا تهتم بأمن الدول العربية بل تهتم فقط بأمنها، فاليمين د الصهيوني حاكم بشكل كبير جدا داخل إسرائيل، فأى إعتراضات من المعارضين في الشارع الإسرائيلي يكون داخل سيستم عمل للشكل الديمقراطي لإسرائيل، مؤكدة على أن الشعب الإسرائيلي ليس لديهم إنتماء حقيقي لتلك الأرض، لن "الأرض تطرح ناسها" لأنها أرض فلسطينية وليست إسرائيلية إلى أن تقوم الساعة، وليست ملك حماس.
مابعد دخول المساعدات الإنسانية
وأضافت البشبيشي، أن السماح بدخول المساعدات من الجانب الإسرائيلي إلى قطاع غزة لن ينهي الصراع السياسي والعسكري بين إسرائيل وحركة حماس، فإسرائيل كعادتها لن تقتل الفلسطينيين أثناء إستلام المساعدات، مشيرة إلى أن نتنياهو هو مجرم حرب.
وأوضحت أن خطوة ماكرون بالإعلان أن بلادة سوف تعترف بدولة فلسطين تعتمد على الدعايا الإنتخابية له، ولكنه بالفعل لديه لمسة إنسانية ولكن يستغلها في تحقيق دعايا له في الإنتخابات القادمة، مشيرة إلى أن فرنسا دولة كبيرة وهي من الخمس دول الكبار كونها بأنها تعترف بدولة فلسطين تعتبر خطوة هامة وداعمة للقضية الفلسطينية.
وأعربت، عن استغرابها من الانفصال الفلسطيني فأي دولة سوف يتم الإعتراف بها، دولة أبو مازن أم دولة رام الله أم دولة غزة، فهناك شق في الصف الفلسطيني غير مفهوم.