أقصر يوم في التاريخ.. الثلاثاء يسجل رقما جديدا.. وتحذيرات من تطرُّف الطقس وغرق المناطق الاستوائية

كتب: عاطف صبيح
في رقم قياسي جديد حذر العلماء من أن سرعة دوران الأرض اليوم الثلاثاء سيؤدي إلى تسجيل أقصر يوم في التاريخ، لتقل مدة اليوم البالغة 24 ساعة بـ 1.25 ميلي ثانية، وهو ما يكون له تأثيرات بالغة الخطورة على حالة الطقس ودرجات الحرارة بجميع دول العالم، بالإضافة إلى كوارث طبيعية وبيولوجية لم تشهدها الأرض من قبل.
سبب سرعة دوران الأرض وقصر اليوم
وأرجع الخبراء هذا القصر الطفيف إلى تسارع دوران الأرض بسبب جاذبية القمر، التي تزيد من سرعة دوران الكرة الأرض قليلاً عند قطبيها.
ويتم رصد هذه التغيرات في دوران الأرض بالساعات الذرية، التي استُخدمت لأول مرة عام 1949، وتقيس الوقت من خلال حساب تذبذب الذرات في غرفة مفرغة، وهو الأساس لقياس التوقيت العالمي المنسق (UTC).
ورغم ضآلة الفرق الزمني، والذي لن يلحظه الإنسان، إلا أن الخبراء حذروا من تداعياته الكارثية على المدى البعيد على تقلبات الطقس واختلال درجات الحرارة، وتأثيرات بيئية وجغرافية وبيولوجية.

غرق المناطق الاستوائية
وأكد العلماء أن تسارع دوران الكوكب إذا استمر يمكن أن يؤدي إلى كوارث طبيعية على مستوى العالم.
تزيد من قوة الطرد المركزي، ما يؤدي إلى دفع مياه المحيطات من القطبين نحو خط الاستواء.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن خبراء أن سرعة دوران الأرض تؤدي إلى زيادة قوة الطرد المركزي، والتي بدورها تدفع مياه المحيطات من القطبين باتجاه خط الاستواء.
وأوضحوا أن زيادة سرعة دوران الأرض بمقدار ميل في الساعة يمكن أن تؤدي إلى رفع مستوى سطح البحر بالمناطق الاستوائية عدة بوصات، وهذه الزيادة البسيطة كافية لأن تغرق المدن الساحلية المنخفضة.
وأضافوا أنها إذا وصلت إلى 100 ميل في الساعة فستختفي أجزاء شاسعة من المناطق الاستوائية بالكامل نتيجة غمر المياه المندفعة من القطبين جنوبًا.
وأكد العلماء أن المناطق البعيدة عن هذه الفيضانات لن تنجو من التأثيرات المدمرة. فإذا استمر تسارع دوران الأرض، فقد يحدث اختلال في توازن الكوكب، وتقليل طول اليوم الشمسي إلى 22 ساعة؛ وبالتالي حدوث فوضى في الساعة البيولوجية للإنسان بمعدل ساعتين يوميًّا.
ووفقا لدراسات سابقة فإن التغيرات الطفيفة كالتوقيت الصيفي مرتبطة بزيادة معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحوادث الطرق، وتغيُّر الساعة البيولوجية دون وجود وقت كافٍ للتأقلم يجعل هذه الأمور أكثر خطورة.
طقس شرس وأعاصير مدمرة
وحذر عالم الفلك بوكالة ناسا د. ستين أودينوالد من أن زيادة سرعة دوران الأرض تنذر بطقس بالغ الشراسة والتطرُّف، حيث ستزيد قوة "كوريوليس"، المسؤول عن دوران العواصف؛ وبالتالي ستنشأ أعاصير أكثر وأسرع وأشد تدميرًا.
اكتشاف التغير في الوقت
اكتشف د. جراهام جونز، الفيزيائي الفلكي بجامعة لندن، هذا التغير في وقت مبكر هذا العام، وتوقع حدوث تسارع إضافي أيام 9 و22 يوليو و5 أغسطس.
والرقم القياسي لتسارع دوران الأرض كان بتاريخ 5 يوليو 2024، حين بلغت سرعة دوران الأرض بفارق 1.66 ميلي ثانية عن المعتاد، والمعدل الطبيعي لاستكمال الأرض دورتها الكاملة في اليوم الشمسي هو 24 ساعة أو 86.400 ثانية.