صلاة الجنازة عبادة تكرم الراحل.. حكم هام من الإفتاء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن أداء صلاة الجنازة يُعد من الفروض الجماعية التي تُعبر عن التضامن الإنساني بين المسلمين، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية أولت هذه الصلاة اهتمامًا خاصًا، لما لها من دلالة على التكافل والرحمة بين أفراد المجتمع.
واستندت الإفتاء في توضيحها إلى حديث نبوي شريف ورد في "مسند أحمد" عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي قال
"خمس من حقوق المسلم على المسلم رد السلام، وتلبية الدعوة، ومرافقة الجنازة وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله، ويبين هذا الحديث أن صلاة الجنازة لا تقتصر على كونها شعيرة، بل هي فعل يحمل رسالة اجتماعية سامية.
هل يصلى على من توفي وعليه دين؟
أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة على الميت لا تختلف في حكمها سواء كان المتوفى مدينًا أو غير ذلك، مشيرة إلى أن النصوص النبوية التي ورد فيها امتناع النبي عن الصلاة على بعض المتوفين المدينين، جاءت بهدف توجيه الصحابة وحثّهم على المبادرة إلى سداد ديون الغير، وليس لأنها غير جائزة.
وبيّنت الدار أن هذه المواقف كانت تنبيهًا للناس بأهمية الوفاء بالحقوق، ودعوة لعدم التهاون في سداد الديون، سواء في الحياة أو بعد الوفاة. كما أوضحت أن تلك النصوص قد نُسخت بأحكام لاحقة تؤكد جواز الصلاة على المديون، مع ضرورة السعي لتسوية ديونه.
لماذا لم يصل النبي على بعض المدينين؟
ذكرت الإفتاء أن النبي امتنع عن الصلاة على بعض المتوفين الذين لم يُسددوا ديونهم، رغم عُسرهم، لتحفيز الناس على التكافل الاجتماعي، ودفعهم إلى مساعدة ورثة المتوفى في سداد ديونه، كي لا تبقى ذمته مشغولة، ولا يضيع حق الدائن.
وأضافت أن النبي كان يوجه أصحابه لسداد دين من مات معسرًا، بهدف ضمان استقرار الحقوق، وتطمين أهل المال، وتحفيز المجتمع على التكاتف دون خوف من ضياع الحقوق.