سقوط سوزي الأردنية ومداهم يكشف أخطر شبكات غسيل الأموال على "تيك توك".. 100 مليون جنيه في قبضة العدالة

في واحدة من أكبر الضربات الأمنية المرتبطة بالجريمة الرقمية، نجحت أجهزة الأمن في توجيه ضربة موجعة لشبكة مشبوهة تستغل منصات التواصل الاجتماعي في تمرير أموال مجهولة المصدر تحت غطاء "اللايفات" و"المحتوى الترفيهي".
الضبط بدأ ببلاغ وتحرك من فرق الرصد الإلكتروني، لكنه سرعان ما تطور إلى قضية كبرى بعد ضبط 65 مليون جنيه نقدًا داخل شقة بلوجر شهير.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المبالغ المتدفقة عبر حسابات عدد من صناع المحتوى تجاوزت 100 مليون جنيه خلال فترة قصيرة، في واحدة من أخطر وقائع غسيل الأموال المرتبطة بالتطبيقات الرقمية.
التحقيقات كشفت أن البلوجر الأردنية "سوزي" "مداهم"، وآخر يُدعى "شاكر، يشكلون واجهات لمنظومة أوسع تعمل من داخل وخارج البلاد، وتستخدم دعمًا ماليًا مشبوهًا لتضخيم بعض الأسماء على مواقع التواصل، في مقابل تحويلات مالية تُموَّه تحت مسميات "الإعجاب" أو "الدعم الجماهيري".
اللواء أشرف عبد العزيز: البلوجرز أخطر من المجرمين.. وما تم ضبطه مجرد قمة جبل الجليد
وفي السياق ذاته، قال اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني، إن القضية تمثل قمة جبل جليد خطير، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تواجه مافيا رقمية جديدة تُدار من خلف الكاميرات.
وأضاف أن خطورة البلوجر تفوق أحيانًا خطورة المجرم التقليدي، قائلًا: "البلوجر أخطر من المجرم العلني.. لأنه يتسلل إلى وعي الناس وإعجابهم، بينما يهدم ثقة المجتمع في نفسه دون أن يشعر أحد."
وشدد على أن هذه الشبكات تعتمد على استغلال الشهرة والبث المباشر لتمرير أموال مجهولة المصدر، في إطار منظومة أوسع تهدد الاستقرار المالي والاجتماعي داخل البلاد.
خبيرة مكافحة الجريمة : إنذار لدولة تواجه تسريب مالي وإعلامي منظم
بدورها قالت الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة مكافحة الجريمة الرقمية: "٦٥ مليون جنيه في شقة بلوجر؟!.. هذه ليست جريمة عادية، بل جرس إنذار لدولة بأكملها."
وأكدت أن ما تم ضبطه مجرد بداية لخيط طويل يقود إلى شبكات تدير أنشطتها من خلف الشاشات، مشيرة إلى أن بعض المؤثرين ليسوا سوى واجهات ناعمة لمافيا المال الأسود.
وأضافت:"التيك توك لم يعد منصة ترفيه فقط، بل أصبح ثغرة تُستغل في غسل الأموال وهدم القيم المجتمعية من الداخل."

وأشارت إلى أن غياب الرقابة على التحويلات المصرفية المرتبطة بالأنشطة الرقمية، يجعل هذه المنصات واجهة لغسل الأموال تحت غطاء الشهرة والمحتوى الترفيهي، مؤكدة أن: “المؤثر الذي لا يمتلك مصدر دخل واضح هو قنبلة موقوتة داخل المجتمع”.