أين نبحث عن الإنسانية.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلًا: مقطع فيديو صغير على مواقع التواصل الاجتماعى هز الكرة الأرضية والبشارية ، حيث قام شاب بمحاولة قتل طفل يبلغ من العمر عاما ونصف، فور وصوله إلى مطار شيريميتيفو في موسكو، بعد فراره مع والدته من الحرب في إيران ، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في الجمجمة والعمود الفقري، وفق ما أفادت وسائل إعلام روسية. ☐ مدمن بيلاروسى يحاول قتل طفل إيرانى بمطار موسكو.. في جريمة هزت الرأي العام الروسي والدولي، اعترف رجل بيلاروسي بمحاولة قتل طفل يبلغ من العمر عاما ونصف، فور وصوله إلى مطار شيريميتيفو في موسكو، بعد فراره مع والدته من الحرب في إيران. ☐ والمتهم، فلاديمير فيتكوف 31 عاما، وهو عامل في مشروع محطة نووية، قام بحمل الطفل يزدان ورماه بعنف على أرض صالة الوصول في المطار، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في الجمجمة والعمود الفقري، وفق ما أفادت وسائل إعلام روسية. ☐ وكان الطفل الإيراني "يزدان" الذي لم يتخط عامه الثاني، ووالدته قد وصلا توا إلى موسكو، هربا من الهجمات الإسرائيلية التي طالت أجزاء كبيرة من البلاد. ☐ وبحسب تقارير إعلامية، كان الرجل البيلاروسي، فلاديمير فيتكوف، على متن الطائرة نفسها التي استقلتها العائلة الإيرانية. ☐ وخلال استجوابه من قبل سلطات إنفاذ القانون الروسية، اعترف فيتكوف بأنه حاول قتل الصبي، موضحا أن موقع الحادث كان في مطار "شيريميتيفو" بالعاصمة موسكو. ☐ وفي معرض رده على دوافع هجومه العنيف، أصرّ فيتكوف على أنه لا يتذكر لأنه كان تحت تأثير المخدرات والكحول، وهو ما أثبتته تحاليل عينات من دمه. ☐ علقت أمينة مظالم الأطفال في موسكو كسينيا ميشونوفا على الحادث بعد زيارة يزدان في المستشفى، واصفة فيتكوف بأنه "وحش مدمن للمخدرات"، داعية إلى إصدار حكم ضده بالأشغال الشاقة إلى أن يصيبه الوهن بسبب الشيخوخة. ☐ وقالت ميشونوفا "لا يمكنني وصف ذلك الشخص بأي شيء آخر، لا أعتقد أنه مريض على الإطلاق، في بلدنا (روسيا) يُعد إدمان المخدرات بمثابة مرض، لا إنه ليس مرضا.. هذا هو موقفي، إنه وحش ومجرم يجب أن يُحاكم بأشد العقوبات جراء فعلته". ☐ وأوضحت ميشونوفا، أن الطفل الإيراني نجا حتى الآن بمعجزة، بعدما خرج من غيبوبة مستحثة طبيا فيما يواصل الأطباء تقييم حالته. ☐ وكشفت كبيرة الأطباء في مركز روشال للأطفال بموسكو، تاتيانا شابوفالينكو، أن الطفل وصل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابة دماغية حادة وكسر مفتوح في عظام الجمجمة، فضلا عن كسر في قاعدة الجمجمة وقبتها وورم دموي أسفل الجافية.لكنها، أكدت في الوقت نفسه أن الطفل لا يحتاج إلى تدخل جراحي للأعصاب. ☐ السؤال "أين ذهبت الإنسانية؟" هو سؤال فلسفي يعكس حالة من القلق بشأن تدهور القيم الإنسانية في العالم. الإنسانية، كفكرة وممارسة، لا "تذهب" أو تختفي، بل تتأثر بالتحديات التي يواجهها المجتمع البشري. هذه التحديات تشمل الصراعات، والظلم، والفقر، والتغيرات المناخية، والحروب، وغيرها. عندما تزداد هذه التحديات، قد يبدو الأمر وكأن الإنسانية تتراجع، لكن هذا لا يعني زوالها، بل يعني أنها تواجه صعوبات في تحقيقها بشكل كامل. ☐ الإنسانية، في جوهرها، هي مبادئ وقيم تعزز احترام حقوق الإنسان، والعدالة، والكرامة، والتعاون. تتأثر هذه القيم بشدة بالأحداث والظروف التي يمر بها العالم. عندما تتفاقم المشاكل، قد يبدو أن الإنسانية تتراجع، لكنها في الواقع تختبر قدرتها على الصمود والتغلب على التحديات. ☐ يمكن القول أن الإنسانية لا تذهب، بل تتغير طريقة تجليها وتطبيقها في أوقات الأزمات، قد تبرز جوانب إيجابية من الإنسانية، مثل التضامن والتعاون، بينما قد تتراجع جوانب أخرى، مثل المساواة والعدالة. يبقى الهدف هو العمل على تعزيز الإنسانية في جميع جوانب الحياة، والسعي لتحقيق مجتمع أكثر عدلاً وكرامة للجميع. ☐ عظة لقداسة البابا تواضروس الثاني «نصلي من قلبنا لكي يعطي الله النعمة والحكمة والتدبير الحسن، لأولي الأمر على مستوى العالم». واستكمل: «حينما أتابع الأخبار أتساءل: أين ذهبت الإنسانية؟». وحذر: «العنف لا يجلب سوى العنف وبل عنف أكبر، ومع تصاعد العنف يضيع معنى الإنسانية». ☐ أضاف البابا: «المشاهد التي نراها لضحايا أو مصابين مشاهد صعبة، رأيت منذ أيام فيلمًا قصيرًا عن غزة قبل الحرب، وهو فيلم يصور مناطق وشواطئ جميلة وخضرة، واليوم ما نراه في الأخبار يقدم لنا مشاهد مؤلمة إلى أقصى حد». ☐ واختتم مكررًا الدعوة للصلاة: «فلنصلِ جميعًا في الكنائس القبطية في مصر وخارجها، لأجل المسؤولين والقادة في كل العالم، ولا سيما من في يدهم الأمر لكي ما تستيقظ فيهم الإنسانية». ☐ على مرِّ التاريخ وكثرة أحداثهِ ومجرياتهِ نرى القسوة تتمثّل في الكثيرين ممن قُتلت الرحمة في قلوبهم وطُبع عليها، ومن كل أصناف البشر بغض النظر عن صفاتهم ومكاناتهم ولكن ليضرب الله مثلاً لعباده بهم. حينما ترى أُمّاً تفقد سبعة من أبنائها في حرب من الحروب المجرمة وتجد جثثهم ملقاةً على بُعد أمتارٍ من بيتهم ظُلماً وعدواناً تتيقّنُ أن مُعدّلات الإنسانية تتراجع بشكل مهول في كثير من المجتمعات العربية، تتراجعُ بكثرة الحروب والحقد والانقسام والثأر والكثير من العوامل التي تُسهم في نزع الرحمة من قلّوب البشر ليحلّ محلّها شرٌّ لم يجد من يصدّهُ ويُوقفه. ☐ عندما ترى أن سماع أخبار القتل والموت والمصائب أصبح عادياً دون أي ردّك فعلٍ ولا صدمة فاعلم أن مقياس الصدمة ارتفع عندهم حتى أصبح الموت والقتل لا يصدم إنما هو أمرٌ اعتيادي بالنسبة لمجتمعٍ لا يمرّ فيه يومٌ إلا وتسمع الرصاص وأصوات القذائف على مرّ سنين. ☐ كثيرٌ من العوامل ساهمت في تدمير المجتمعات وإسقاط الإنسانية فيهم وهدم الرحمة في قلوبهم ومنها : البعدُ عن رب البريّة الرحيم الودود ، والانشغال عنه بأحوال الدنيا ولغتها، في الوقت الذي بين أيدينا ما يكفينا وهو أعظم الكتب كتاب الله الذي شملت معانيه وكلماته كل شَيْءٍ في هذا الكون، فما لبثت المجتمعات أن أعرضت عن ذكر الله في المصائب والنوازل والكروب حتى أتاهم عقاب الله ووعدهُ بالمعيشة الضنكا. كثرة الحروب في المجتمعات بغض النظر عن خلفياتها وتأجيج الفتن وحدّة الانقسام وتجذيره، أحدد الأسباب المهمة لهذا السقوط الإنساني.مما يُسقط الشعور بالمسؤولية الإنسانية استهتار الكثيرين بمعاييرَ مهمة منها مساعدة الناس ونفعهم وكما قالي النبيُّ صلّى الله عليه وَسَلَّم "خيرُ الناس أنفعهم للناس" والخيرُ أبوابهُ كثيرةٌ فادخلوه من أي الأبواب شئتم ☐ فالحرب والانقسام وغيرهما من العوامل تضرّرَ منها الكثيرين ولم يسلم من ويلاتها أحد، وما تُنتجهُ هذه العوامل من مصائب وقتل وفوضى وخراب تُصبح معتادةً مع تكرّرها ولا صدمةَ فيها لأنها إذا لم نلجأ فيها لله عز وجل ستطبع على القلوب وتطمس البصائر حتى يُصبح الإنسان كالأنعام بل أضلُّ سبيلاً، ولا يكتفي أولئك المجرمين الذين ينشرون البغض ويُجذّرون الانقسام بين الناس بهذا! بل يَفْجُرُونَ في كيدهم وسوء نواياهم إلى ما هو أكبر وأسوء وأعظم ذنباً عن الله، ولن يقف كل هذا إلا بوحدة الناس واعتصامهم بالله والرجوع إليه والخضوع بين يديه والوقوف أمام هؤلاء المخرّبين للمجتمعات الناهشين لنسيجها. ☐ عدم ردع هؤلاء بأي طريقةٍ كانت اجتماعيةً أو قضائية فالمخربون والمجرمون كُثر، منهم من يرتدي لباس الدين ومنهم السياسي الزائف ومنهم التاجر السارق ومنهم الصانع الغشاش ومنهم الأستاذ والدكتور ومن كل الأصناف وبألبستهم المتعددة. أيضاً مما يُسقط الشعور بالمسؤولية الإنسانية استهتار الكثيرين بمعاييرَ مهمة منها مساعدة الناس ونفعهم وكما قالي النبيُّ صلّى الله عليه وَسَلَّم "خيرُ الناس أنفعهم للناس" والخيرُ أبوابهُ كثيرةٌ فادخلوه من أي الأبواب شئتم، ويدخل هذا في صنائع المعروف في الدنيا والتي وصّانا بها رسول الله صلوات رَبِّي وسلامه عليه حينما قال "صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ". ومن ذلك كفالةُ المساكين والسعي عليهم، فإن الساعيَ على المسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كقائمِ الليل الصائمِ النهارَ. ومن ذلك إغاثةُ الملهوف وإماطة الأذى عن الطَّريق وسائر شُعَب الإيمان. ☐ إن من واجبنا كمسلمين وأخصُّ الشباب في هذا والحديث لغيرهم أيضاً أن نُحيِي القلوب والضمائر وننشر الإنسانية بأفعالنا وتأكيدها بالدعوة إليها والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يريد أن يزرع شرّاً أو يُقيمَ سُوءاً في المجتمع، يجب العمل ليلَ نهار على ما ذكرتُ والبدء من أنفسنا، من ذلك المحتاج والمريض والكبير في السن والطفل، بزرع الابتسامة على وجوه الناس واللطف في معاملتهم واللين في اللسان، بمثل هكذا معانٍ نبيلة تَحيَ القلوب وتلين الجوارح وتبتعد الضغينة عن الناس لارتفاع الكلمة الطيبة وحسن الظنّ والنية النقيّة والأفعال الإنسانية السامية. قِفُوا وقفةَ المصلحينَ لأوطانكم بأبسط المعانِ التي بدأت تندثر شيئاً فشيئاً في مجتمعاتنا وتتناسى حتى يكاد الجار لا يدري بحال جاره ولا الأخ عالمٌ بحالِ أخيه، أقيموا أوطانكم وساهموا في بنائها على الرحمةِ بالإنسان وتجذير الإحسان بين الناس بالبدء بأنفسكم. ☐ حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .