خبير شؤون دولية: قرار احتلال غزة بالكامل إرضاء لليمين المتشدد بإسرائيل (خاص)

أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ ثلاثة أيام، وحكومته بشكل صريح أنهم يعدون خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل تم وضعها، وسيتم تنفيذها بناءً على خطوات مدروسية، وهو ما يمثل تحولا جذريا في سياسة إسرائيل تجاه القطاع، حيث يقف المجتمع الدولي الآن أمام تلك الأفعال والقرارات المنافية للقوانين الدولية عاجزا، فيما يوجد بالمنتصف سكان القطاع الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإبادة الجماعية.

سيناريو إسرائيل لم يكن مفاجئ

وأكد "يسري عبيد" خبير الشؤون الدولية، أن قرار احتلال غزة بالكامل لم يكن مفاجئ، فهذا من ضمن سيناريو وضعته إسرائيل وتقوم بتنفيذه الآن، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تحضر بشكل جيد لإعلان القرار بعد أن تتخذ بعض الإجراءات بشكل منظم، موضحا أن هناك احتلالا كاملا بالفعل لقطاع غزة منذ سنتين، حيث إن هناك تدميرا وقتلا وتجويعا وتشريدا لسكان قطاع غزة خلال تلك الفترة.

وأشار يسري عبيد، في تصريح خاص لــ "بلدنا اليوم"، إلى أن قرار احتلال قطاع غزة بالكامل كان إرضاءً للجناح المتطرف داخل إسرائيل الذي يريد أن ينهي على سكان قطاع غزة بشكل كامل وإجبارهم على الاتجاه جنوبا إلى الحدود المصرية للبدء في عملية تهجيرهم بشكل قسري، مؤكدا أن إسرائيل تريد أن تختفي المقاومة بالكامل ويختفي قطاع غزة من على الخريطة تماما، وبالتالي لا توجد أي مقاومات تدافع عن الأرض المحتلة، ويتم السيطرة شبة الكاملة على القطاع.

الظروف الدولية والإقليمية خدمت إسرائيل

وأوضح أن بذلك سوف يحدث سيطرة إسرائيلية بالضفة الغربية، مشيرا إلى أن بذلك لن يكون هناك أراضٍ فلسطينية للشعب الفلسطيني ليقيموا عليها دولة فلسطينية، مؤكدا أن ذلك هو اتجاه المتطرفين في إسرائيل، مضيفا أن الظروف الدولية والإقليمية قد ساعدت تل أبيب على اتخاذ هذا  القرار.

وأضاف أن إسرائيل تمارس التجويع ضد سكان قطاع غزة منذ سنتين ولا توجد أي ردود فعل دولية أو إقليمة لوقف وردع إسرائيل عن هذة الإبادة الجماعية التي تمارسها، مشيرا إلى أن تلك المواقف والظروف قد شجعت إسرائيل على المضي قدما في الإجهاز على ماتبقى من قطاع غزة.

وأكد أن تل أبيب سوف تستمر لأنه لا توجد إرادات سواء دولية أو إقليمية فعلية على أرض الواقع لإجبار إسرائيل على وقف هذة الإبادة، ووقف هذا العدوان على قطاع غزة، مشيرا أنه في النهاية هذا القرار غير مفاجئ وضمن سيناريو قد أعدته إسرائيل جيدا حسب تطورات الامور وتطورات المواقف الدولية والإقليمية، وأنها الآن قد سنحت لهم الفرصة لاتخاذ هذا القرار.