الداعية الإسلامي يؤكد أن الابتلاء امتحان إلهي يهدف لزيادة الإيمان واللجوء إلى الله، وليس دليلًا على كراهية الخالق لعباده
هل الفقر أو المرض علامة غضب الله؟.. الداعية رمضان عبد المعز يوضح

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الابتلاءات مثل الفقر أو المرض ليست أبدًا دليلًا على كراهية الله لعباده أو نفاد خزائنه وحاشاه سبحانه بل هي امتحان إلهي يهدف لتهذيب النفوس وزيادة الإيمان
وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أوضح عبد المعز أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الحكمة في قوله تعالى من سورة الأنعام: "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء"، مبينًا أن البلاء قد يأتي لحكمة عظيمة منها عودة الناس إلى الله واللجوء إليه بالدعاء والتضرع، وهو ما عبّرت عنه الآية الكريمة: "لعلهم يتضرعون".
فقه الابتلاء
وأشار إلى ما يُعرف في الفقه الإسلامي بـ "فقه الابتلاء"،موضحًا أن النبي ﷺ علّم الأمة قنوت النوازل، وهو دعاء خاص كان يقنت به في الصلوات عند وقوع الأزمات والمصائب، حيث يدعو الإمام بعد الاعتدال من الركعة الأخيرة، ويؤمّن المصلون خلفه طلبًا لرفع البلاء وكشف الكرب.
وأضاف أن المؤمن الحقيقي يعيش دائمًا بـ جناحين متلازمين: جناح الخوف من الله الذي يدفعه للابتعاد عن المعاصي وأداء الفرائض، وجناح الرجاء في رحمة الله الذي يمنحه الأمل والثبات، مستشهدًا بقوله تعالى: "يرجون رحمته ويخافون عذابه"، وقوله: "ادعوا ربكم خوفًا وطمعًا، وادعوه تضرعًا وخفية".
وأكد عبد المعز أن الفهم الصحيح للابتلاء يعزز من صبر الإنسان وقوة إيمانه، ويجعله يرى في الشدائد فرصة للتقرب إلى الله، وليس سببًا لليأس أو الشكوى، مشددًا على أن الابتلاء قد يكون بابًا لرفع الدرجات ومحو السيئات إذا قابله العبد بالرضا والصبر.