بعد “تيك توك” .. ألعاب الحرب تقتحم عقول الأطفال وتزرع العنف داخلهم

بعد أن تكشّف الوجه المظلم لتطبيق "تيك توك" كأداة لجمع الأموال المشبوهة وترويج السلوكيات المنحرفة وتهديد الأمن الفكري، يبدو أن المعركة مع الخطر الإلكتروني لم تنتهِ بعد، بل ربما كانت تلك مجرد الجولة الأولى.
ألعاب الحرب تقتحم بيوتنا وتزرع العنف في عقول أبنائنا
وفي هذا السياق تقول الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة مكافحة الجريمة الرقمية، إن ألعاب الحرب الإلكترونية مثل "ببجي" و"فري فاير" و"كول أوف ديوتي" غزت ملايين الهواتف في بيوتنا، وحولت أطفالنا ومراهقينا إلى أسرى عالم افتراضي يُعيد تشكيل عقولهم، حتى يصبح القتل والخراب أمرًا اعتياديًا، بل وممتعًا.
وأوضحت، أن هذه الألعاب لم تعد مجرد تسلية، بل صارت محاكاة حقيقية لمعسكرات القتال، تُدرّب اللاعبين على استخدام الأسلحة ووضع خطط الكمائن والقتال بأسلوب عسكري منظم.
وأضافت، أن الخطر النفسي يكمن في أن الطفل الذي كان يقضي يومه في اللعب الواقعي صار يسهر الليالي ليحقق انتصارات افتراضية، دون أن يدرك أن هذه المشاهد العنيفة تزرع في داخله غريزة القتل وكأنها أمر طبيعي، مشيرة إلى أن الأمر قد لا يكون صدفة، فبعض هذه الألعاب قد تُدار من جهات تستغل الترفيه كغطاء للتأثير على عقول الأجيال، وإضعاف انتمائهم، وتطبيع العنف في نفوسهم.

وأكدت أن منصات الألعاب أصبحت كذلك ساحة لغسيل الأموال عبر بيع الحسابات النادرة والأسلحة الافتراضية وبطاقات الشحن المجهولة، بعيدًا عن أعين الرقابة، وهو ما يزيد من خطورة الظاهرة.
واختتمت حديثها محذرة من أن الأمر لم يعد مجرد لهو، بل هو حرب جديدة لا تُطلق فيها الرصاصات على الأجساد، بل على العقول، وإذا لم نتحرك الآن، فقد نصحو أمام جيل يرى القتل لعبة، والخيانة مهارة، والدم مشهدًا عاديًا
حملات التصدي لظاهرة البلطجة
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية شنت مؤخرًا حملات موسعة للتصدي لظاهرة البلطجة التي باتت تؤرق الشارع المصري، إلى جانب اتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض "التيك توكرز" و"البلوجرز" ممن حولوا منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات لترويج السلوك المنحرف ونشر الفوضى الأخلاقية والمجتمعية، في مشاهد لا تمت للقيم المصرية بصلة، في تحرك أمني حاسم يعكس إصرار الدولة على فرض القانون وهيبة الدولة.