بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان: نرفض إلغاء التكليف بالكامل (خاص)

د. أحمد أبو شعرة
د. أحمد أبو شعرة

تخوّف، قلق، وحيرة... هذه هي المشاعر التي تُخيّم على كثير من طلاب الثانوية العامة، وخاصة أولئك الذين طالما حلموا بدخول كليات مثل طب الأسنان والعلاج الطبيعي، باعتبارها من كليات القمة ولكن الحلم الذي بدا مستقرًا ومضمونًا، تلقى ضربة مفاجئة بعدما أصبح نظام تكليف الخريجين في تلك الكليات مرتبطًا بالاحتياج فقط، وليس حقًا لكل الخريجين كما كان في السابق.

 

وفي ظل غياب التكليف، وتضخم أعداد الخريجين، وتكدس سوق العمل، لم تعد كليات القمة كما كانت,بل أصبح الدخول إليها قرارًا مصيريًا يحتاج إلى تفكير عميق يحكمه الواقع المهني بعد التخرج.

 

وأطلقت النقابة العامة لأطباء الأسنان حملة توعوية بعنوان "فكر قبل ما تقرر"،عبر صفحتها الرسمية، موجهة إلى طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم، بهدف إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه المهنة حاليًا.

 

وكشفت النقابة أن عدد أطباء الأسنان المسجلين في مصر بلغ حتى مارس 2025 أكثر من 109 ألف طبيب، من بينهم نحو 97 ألفًا يعملون حاليًا، وتوقعت أن يصل العدد بحلول عام 2030 إلى أكثر من 200 ألف طبيب، مما يعني أن نسبة طبيب الأسنان إلى عدد السكان ستكون 1 لكل 600 مواطن.

 


وعبّر عدد من الطلاب الجدد وأولياء أمورهم عن تخوفهم من تأثير غياب التكليف على مستقبل أبنائهم، مشيرين إلى أن غموض ما بعد التخرج يزيد قلقهم بشأن فرص العمل والاستقرار المهني.

 

تقول ولية أمر طالبة "بنتي كان نفسها في طب أسنان ، وفجأة بقينا مش عارفين مصير بنتي إيه, هل هتدخل ولا لأ؟ ولو دخلت،هتشتغل بعد التخرج ولا مفيش فرص؟

 

وقال الدكتور أحمد أبو شعرة، عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان، إن حملة "فكر قبل ما تقرر" جاءت كخطوة ضرورية لتوعية الطلاب وأسرهم بحقيقة الأوضاع داخل سوق العمل، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد خريجي كليات طب الأسنان وتراجع فرص التوظيف.

 

وأوضح أن النقابة لا تهدف من خلال الحملة إلى إحباط الطلاب أو التقليل من قيمة التخصص، بل تسعى إلى تقديم الصورة كاملة بشفافية ومسؤولية,مضيفا نحن لا نهاجم المهنة، بل نحرص على الحفاظ على مكانتها، وكرامة العاملين فيها".

 

وأشار أبو شعرة إلى أن النقابة رصدت بالفعل مؤشرات على تراجع الإقبال على كليات طب الأسنان، ليس بسبب ضعف المجال، وإنما بسبب غياب الرؤية لمستقبل الخريجين، وتراكم أعداد الأطباء في سوق محدود الاستيعاب، ما دفع الكثير من الطلاب وأولياء الأمور إلى إعادة التفكير قبل اتخاذ القرار النهائي.

 

وشدّد  في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" على أن غياب التكليف ساهم في تعميق الأزمة، مؤكدًا أن النقابة لا ترفض ربط التكليف بالاحتياج، لكنها تعارض إلغاءه بالكامل,مضيفًا أن بعض المحافظات تشهد تكدسًا في عدد الأطباء، بينما تعاني محافظات أخرى من عجز واضح، وبالتالي فإن الحل لا يكمن في الإلغاء، بل في التوزيع العادل.

 

وكشف عن أن النقابة تقدمت بعدة مقترحات قابلة للتنفيذ إذا توفرت الإرادة السياسية، من بينها التعاقد المرن مع الخريجين في المناطق التي تعاني من نقص، وفتح مسارات بديلة مثل التكليف الإداري أو البحثي، إضافة إلى اقتراح إنشاء صندوق لدعم التشغيل المؤقت.

 

وأشار أبو شعرة إلى أن النقابة تعمل على تنظيم دورات تدريبية حقيقية تؤهل الخريجين لسوق العمل، والتنسيق مع جهات خارجية لتوفير فرص عمل خارج مصر، بالإضافة إلى دعم مبادرات مثل العيادات المشتركة أو المشروعات الخدمية,مشيرًا أن كل هذه الجهود ستظل محدودة التأثير إذا لم يتم التدخل الحاسم لضبط أعداد المقبولين في كليات طب الأسنان سنويًا.

تم نسخ الرابط