إسرائيل تعتقل سائقي شاحنات المساعدات لتشديد الحصار على غزة

اعتقلت إسرائيل سائقي شاحنات المساعدات الفلسطينية وفرضت قيودا جديدة على المنظمات غير الحكومية الأجنبية في خطوات جديدة أدانتها جماعات إنسانية باعتبارها محاولات متعمدة لتكثيف حصارها على غزة وتجويع أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) اعتقلا عددا من السائقين الفلسطينيين لشاحنات مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، ووصفاهم جميعا بأنهم إرهابيون.

وأشارت إلى أن الاعتقالات جرت خلال الأسابيع الأخيرة بالقرب من معبر كرم أبو سالم.

وتماشيا مع نمطها في تصوير الفلسطينيين باعتبارهم تهديدا أمنيا، زعمت الإذاعة أن المعتقلين إما ينتمون إلى جماعة المقاومة المسلحة  حماس  أو، في بعض الحالات، الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار حملة إسرائيلية أوسع نطاقا  لعرقلة إيصال الإمدادات المنقذة للحياة  إلى الأراضي الفلسطينية.

اتهمت أكثر من 100 منظمة غير حكومية دولية، الخميس، السلطات الإسرائيلية باستغلال القواعد الجديدة التي تحكم عمل منظمات المساعدات الأجنبية لرفض عدد متزايد من طلبات تقديم المساعدات.

وفي شهر يوليو وحده، تم رفض ما لا يقل عن 60 طلباً من هذا القبيل على أساس أن هذه المجموعات غير مخولة بتقديم المساعدة.

وفي بيان مشترك، أكدت بعض هذه المنظمات، بما في ذلك أوكسفام وأطباء بلا حدود، أن إسرائيل رفضت العشرات من هذه الطلبات بزعم أن هذه المنظمات غير مخولة بتسليم المساعدات.

ورغم أن إسرائيل خففت جزئيا بعض القيود على دخول المساعدات في أواخر يوليو، فإن الأمم المتحدة قالت إن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة لا يزال أقل بكثير من المبلغ المطلوب.

وحذر المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق من أن عمليات تسليم المساعدات الحالية لا تلبي سوى أقل من نصف الاحتياجات الأساسية للقطاع وسط تفاقم أزمة الجوع على نطاق واسع.

وأشار إلى سيطرة إسرائيل الكاملة على المعابر الحدودية ونقاط التفتيش، قائلا إن إجراءات التفتيش الطويلة والمعقدة تؤدي إلى إبطاء دخول الشاحنات بشكل كبير.

وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في وقت سابق أن غزة تحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة من المساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية.

لكن أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، قال لوكالة فرانس برس إن 70 إلى 80 شاحنة فقط تدخل حاليا يوميا، وهي تحمل أنواعا محدودة من البضائع.

وأضاف أنه في الأيام الأخيرة تم السماح بدخول ما بين 50 إلى 60 شاحنة من القطاع الخاص لأول مرة منذ أشهر.

وفي الأسبوع الماضي، حثت الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة إغاثة دولية إسرائيل على عدم  إلغاء  تسجيل العشرات من المنظمات غير الحكومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد رفضها مشاركة بيانات حساسة عن موظفيها الفلسطينيين.

وحذرت الأمم المتحدة أيضا من أن  المجاعة  بدأت تلوح في الأفق، حيث أفادت التقارير أن 193 فلسطينيا على الأقل، بينهم أكثر من 100 طفل، لقوا حتفهم بسبب الجوع بعد أكثر من 500 يوم تحت الحصار.

لقد أدت الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 22 شهراً إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 150 ألفاً ونزوح ما يقرب من جميع السكان.