خبير اقتصادي يكشف تأثير قناة السويس الجديدة على الاقتصاد المصري بعد 10 سنوات (خاص)
قال الدكتور خالد فواز، الباحث والخبير الاقتصادي، إن اليوم يُصادف مرور عشر سنوات على إفتتاح قناة السويس الجديدة، المشروع القومي الذي جسد إرادة المصريين في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية.
وأوضح فوز في تصريحات خاصة لموقع “بلدنا اليوم ”، أن القناة الجديدة تم إنشاؤها بطول 35 كيلومترًا، مع توسعات إضافية بطول 37 كيلومترًا، وأسهمت بشكل مباشر في تعزيز الإيرادات العامة للدولة، حيث ارتفعت إيرادات القناة من 5 مليارات دولار إلى نحو 11 مليار دولار في 2023.
وأضاف فواز أن قناة السويس لم تكن مجرد ممر ملاحي، بل أصبحت شريانًا للاقتصاد الوطني وأحد أعمدة الأمن القومي، كما تساهم بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي، لتصبح ثالث أكبر مصدر للعملة الصعبة بعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج وقطاع السياحة.
ورغم التحديات الناتجة عن إندلاع الحرب في غزة وتصاعد الصراعات الإقليمية، فقد انخفضت الإيرادات إلى 4 مليارات دولار فقط في 2024، مع انخفاض عدد السفن المارة يوميًا من 72 إلى نحو 27 سفينة.
ومع ذلك، فإن التوسعات الجديدة في الممر بطول 10 كيلومترات تسمح بمرور 6 إلى 8 سفن إضافية يوميًا، ما يعزز فرص زيادة الإيرادات والنمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
وأشار فواز إلى أن هناك استراتيجيات لتعظيم العائد الاقتصادي للقناة، منها تمويل السفن بالخدمات الأساسية مثل الوقود والتموين والصيانة، واستقطاب استثمارات في الصناعات البحرية مثل تصنيع السفن وقطع الغيار، وإطلاق منصة رقمية ذكية لإدارة الملاحة والتأمين اللوجستي.
وكل هذه الخطوات من شأنها تحويل قناة السويس من مجرد ممر عبور إلى محور إنتاجي متكامل، يعزز الاقتصاد الوطني ويجعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة البحرية.
وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي، يُنتظر أن تصل إيرادات قناة السويس إلى 6.3 مليار دولار في العام المالي 2025/2026، مع قفزة محتملة إلى نحو 11.9 مليار دولار بحلول 2029/2030، أي بزيادة تصل إلى 89% خلال أربع سنوات، ما يعكس القوة الاستراتيجية للقناة وأهميتها في دعم المستقبل الاقتصادي لمصر.