بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مسجد الرفاعي.. منبر للعلم ورمزًا دينيًا وثقافيًا ومركزًا للإصلاح بين عائلات العريش

بلدنا اليوم

منذ عهد الفراعنة، ومرورا بمختلف الحقب التاريخية اللاحقة وحتى العصر الحديث، كانت سيناء حاضرة، ولا تخلو مدينة إلا وبها شاهدا شامخا معبرا عن روح الحضارة التى تزدان به أرضها.
بين أزقة شمال سيناء، توجد العديد من القباب والمحاريب والمنابر التى شهدت لحظات فاصلة ليس باعتبارها بيوت عبادة فحسب، بل مدارس للعلم، ومجالس للحوار والنقاش، وملتقى للفكر، والحفاظ على وسطية الإسلام وسماحته.
يُعتبر مسجد الرفاعي بمدينة العريش، والذي تأسس في العام 1945، أحد أشهر مساجد شمال سيناء وأكبرها، ورمزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا، حيث يعكس تاريخ المنطقة وأهميتها الدينية، وترجع تسميته بهذا الإسم لأبناء الحاج رفاعى الكاشف.
يقع مسجد الرفاعي، في ميدان السادات، على مساحة 900 متر مربع تقريبًا، ويتسع لما يقارب من ألفين مصلى، مما يجعله مركزًا حيويًا لتجمع المصلين فى وسط مدينة العريش.
مر مسجد الرفاعي بمراحل من الترميم، والتطوير والتجديد، منذ تم بناؤه، خاصة بعد تعرضه لدمار كبير أثناء العدوان الصهيوني الغاشم على سيناء عام 1967م، وتم ترميمه بالجهود الذاتية، وأُعيد بناؤه عام 1972م، بمساهمة من أهالي سيناء، وتم تجديده مرة ثالثة عام 2007م، بتمويل من وزارة الأوقاف، والتجديد الأخير عام 2022م، بالجهود الذاتية.
ويتميز مسجد الرفاعي بتصميمه المعماري الإسلامي الفريد، ويُعتبر مقصدًا للمصلين من مختلف أنحاء المدينة، والمناطق المجاورة، لحضور خطبة وصلاة الجمعة من كل أسبوع، وصلاة العيدين، والصلاة على الجنازات، وإشهار عقود الزواج، بالإضافة إلى الروحانيات الخاصة بصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.
من أشهر الخطباء الذين صعدوا منبر المسجد، وكان لهم تأثير كبير فى نفوس رواد المسجد، ولا زالوا يتذكرونهم حتى اليوم، الشيخ جاد المولى، والشيخ منصور الخليلى، والشيخ كامل سلامة عبد الحى، والشيخ مصطفى ديبان، والشيخ تعيلب "الذى حضر إلى مدينة العريش مع وفد من علماء الأزهر الشريف بتكليف من رئاسة الجمهورية، لإصلاح ذات البين بين عائلتين بالعريش"، والشيخ فهمى يونس، والشيخ الصادق ابراهيم جعفر، وآخرهم الشيخ إبراهيم عبد الرحمن قاقا، إمام وخطيب المسجد، ومن الأئمة المتميزين دعويًا بأوقاف شمال سيناء.
كما لا يزال رواد المسجد يتذكرون أشهر قراء القرآن الكريم والمحفظين الذين عملوا بالمسجد، منهم الشيخ أحمد الطنانى، والشيخ حافظ بدوى، ومن المؤذنيين، الحاج حامد الأزعر، والحاج حافظ بدوى، والحاج عبد القادر عودة، والحاج عبد الباقى، والحاج ابراهيم درغام.
ويلقى المسجد اهتمامًا، وعناية كبيرة من مديرية أوقاف شمال سيناء، حيث تحرص على أن يتولى إمامة المسجد من المتميزين دعويًا، وأن تكون عمالة المسجد من العمالة المنتظمة والمدربة، ويتم إقامة جميع الأنشطة الدعوية والقرآنية والثقافية المعتمدة من وزارة الأوقاف بالمسجد، وهذا يعكس مدى أهمية المسجد كمركز ديني واجتماعي، ويدل على المكانة الخاصة التي يحظى بها المسجد.

تم نسخ الرابط