بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

هل إطالة الصلاة من الخشوع؟ دار الإفتاء تكشف الحقيقة.. ومفاجآت من كتب الفقه والتراث الإسلامي

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

هل الإطالة في الصلاة من الخشوع؟ سؤال يتوارد إلى أذهان الكثيرين، والذين يبهرهم المظهر، فيظنون أن الإطالة  من علامات الخشوع في الصلاة، وهم لا يدرون الحكم الشرعي في إطالة صلاة الجماعة باتفاق جميع العلماء على مر العصور ورأي دار الإفتاء، وهو ما نعرضه في هذه السطور من خلال سؤال وجواب بشكل مبسط؛ تسهيلاً على القارئ.

ما أهمية الخشوع؟

الخشوع هو روح الصلاة، وفقا لقوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ". (المؤمنون: 1، و2)، وقال ابن قيم الجوزي: "صلاةٌ بلا خشوع ولا حضور كبدن ميت لا روحَ فيه". (الوابل الصيب من الكلم الطيب).

ما معنى الخشوع؟

الخشوع هو الطمأنينة والسكينة، والطمأنينة هي حضور القلب، والسكينة هي تحقيق السكون والثبات لكل حركة في الصلاة.

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

هل الإطالة في الصلاة خشوع؟

الإطالة في صلاة الجماعة لا علاقة لها بالخشوع ولا التقوى والورع، بل إنها مخالفة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف. فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء". (متفق عليه).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن منكم مُنفِّرين، فأيُّكم أمَّ الناس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة". (متفق عليه).

وحكم الإطالة في صلاة الجماعة مكروه باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعبة والحنابلة.

هل تسبيحة واحدة تُفسد الخشوع في الصلاة؟

أجاب الشيخ أبو بكر الشافعي، من علماء الأزهر الشريف، عن سؤال من أحد متابعيه على صفحته الرسمية: هل تبطل صلاة من سبَّح مرة واحدة، بقوله "صلاتك صحيحة، والركوع والطمأنينة هما الفرض".

وأضاف أن التسبيح سنة عند جمهور العلماء، بينما يراه الحنابلة واجبًا، وأشار إلى أن أقل السنة تسبيحة واحدة، ولو أخطأت في ذكر الركوع أو السجود، كأن تقول ذكرًا في غير موضعه، فلا تبطل الصلاة ولا يلزم سجود السهو.

هل الصلاة بغير خشوع تبطل؟

قال الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة بغير خشوع لا تبطلها، ولكن تُنقِص أجرها بإجماع العلماء.

وإذا انتبه المصلي وهو في صلاته أنه لم يخشع، فإنه يُكمِل صلاته، وبعدها يستغفر الله عز وجل، وفقا لفتوى الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء.

كيف أصل إلى مرحلة الخشوع؟

هنك أمور بمراعاتها يصل الإنسان إلى مرحلة الخشوع، أهمها:

  • أطِبْ مطعمك.
  • حسِّن خلقك.
  • داوم على الأذكار.
  • لا تقرأ باستعجال، وتَفكَّرْ في معاني الآيات التي تقرؤها.
  • حاول أن تستوعب أن الكون خُلق من حرفين "كُنْ"، وأنت تقرأ في صلاتك آيات اختص الله بها المسلمين عن جميع الأمم.
  • لا تظن أنك تقف منعزلاً، فبعد تكبيرة الإحرام أنت تقف أمام الله، والملائكة يشهدون صلاتك.
  • اجعل حركاتك في الصلاة هادئة، وكل حركة نفِّذها كاملة حتى تستقر.
  • السجود أعظم فرصة للبوح إلى الله والاستعانة به وإلقاء هموم الدنيا، فلا تُضيِّعها.

الخلاصة أنت تصلي لتُغذِّي روحك وتسمو، فلا تفسد هذا بالعجلة والتوتر، فتفسد السكينة، أو الإطالة على المأمومين، فيخرجوا من الطمأنينة؛ فأنت لا تؤدي واجبًا لتنجزه باستعجال، ولا مُنفِّرًا لتفسد على المصلين الهدوء؛ ومن ثم تُضيِّع استفادتهم الروحية.

تم نسخ الرابط