الاتحاد الأوروبي في الواجهة.. وترامب وبوتن يبحثان عن حلول (خاص)

نجح دونالد ترامب في إتمام اتفاق تاريخي بين أرمينيا وأذربيجان الحليفين المقربين من روسيا، في خطوة منه تعزز صورته كوسيط قادر على تحقيق نجاحات داخل دائرة النفوذ، وبالرغم من أن ترامب يحتفظ بغواصاته في مواقعها بالقرب من روسيا إلا أن ترامب يحاول إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكشف الإتحاد الأوروبي عن دعمة الكامل لترامب  وقراراته ومحاولاته المتواصلة في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا  ولكن بشرط عودة كل الأراضي الأوكرانية التي تم السيطرة عليها من قبل روسيا، وذلك ما سيتم رفضة من روسيا لأنها تريد الإحتفاظ بمكاسبها الجيوسياسية، ما يعني ان الاتحاد الأوروبي بدافع الخشية من تنامي النفوذ الروسي قد يفضل إستمرار الصراع على قبول تسوية تمنح الكرملين مكاسب دائمة.

قمة آلاسكا هدفها وقف إطلاق النار

وأكد الدكتور نبيل رشوان خبير في الشأن الروسي، على أن الجانب الروسي لن يتنازل عن أي أراضي تم السيطرة عليها من أوكرانيا، لافتا إلى أن أي طرف من أطراف المفاوضات يرفع سقف مطالبه مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي قد طلب بحد التنازل من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمام بوتن.

وأكد رشوان، في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم”، أن أوكرانيا لن تتنازل عن أي من أراضيها ولا روسيا سوف تتنازل أيضا عن الأراضي التي سيطرت عليها في اوكرانيا، موضحا أن ترامب خلال القمة القادمة سيركز على وقف إطلاق النار.

وأوضح الدكتور رشوان، أن الهدف الأساسي للقاء الرئيسين بوتن وترامب هو وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن هذا لن يحدث، وإذا تمت سيكون تدريجيا وعلى مدى طويل، مؤكدا أن الامور لن تكون سلسة وسهلة، وان الاتحاد الاوروبي ينظر إلى وقف إطلاق النار على أنه هدنة مهمة لتزويد أوكرانيا بالسلاح، وأن مسألة وقف الحرب في لحظة لن يتم..

الصراع دائما للسيطرة على أوروبا

وأشار رشوان، إلى أن الاتحاد الاوروبي لا يخاف من الهيمنة الروسية ولكن الصراع كان دائما للسيطرة على أوروبا كان بين أمريكا وروسيا، حيث أن السيطرة على أوروبا تعني السيطرة الهيمنة المطلقة على العالم.

 وأضاف، أن الولايات المتحدة هي التي كانت تسيطر على أوروبا ولكن الأوروبيين قد تلقوا درسا وصفعة عندما تخلت أمريكا عن دورها في الأمن الأوروبي، ولذلك فإن الأوروبيين حاليا يسعون إلى أن يكون لديهم صناعة سلاح وأن يكون لهم قوات أوروبية تدافع عن أوروبالافتا إلى أن روسيا بعد عملية أوكرانيا من غير الممكن، ومن الصعب جدا أن تحصل على ثقة الاوروبيين مرة أخرى.

أرمينيا وأذربيجان

وأوضح رشوان أن اتفاق السلام بين أرمينيا وأذرابيجان مهم جدا لأمريكا، لأن أرمينيا عندما دخلت أذربيجان وحررت "ناجورنو كاراباخ" التي كانت تسيطر عليها أرمينيا مشيرا إلى أن ارمينيا كانت عضو مشترك في منظمة الأمن المشترك التي تضم روسيا وكازاغستان وبعض الدول التابعة للاتحاد السوفيتي سابقا، مؤكدا على أن روسيا لم تتدخل واعتبرت هجوم أذربيجان على "ناجورنوكاراباخ" ليس هجوم على أرمينيا، فلذلك فقدت أرمينيا الثقة في منظمة الأمن الجماعي.

وتابع خبير الشأن الروسي، أن الولايات المتحدة تحاول أن تلعب وتسيطر بمنطقة جنوب القوقاز، مؤكدا على أن هذا سوف يعظى أمريكا نفوذ كبير جدا.

الاتحاد الأوروبي يبقي على موقفه القانوني والأخلاقي

ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد القرماني محامي وخبير القانون الدولي، أن الاتحاد الأوروبي يريد السلام لكن بشروط صعبة “إرجاع الأراضي”، ولكنه يعلم أنها لن تُقبل، مشيرا إلى أنه يريد أن يبقى على موقفه القانوني والأخلاقي ولا يريد أن تكافأ روسيا على احتلال أراضي الغير، فضلا عن أن استمرار الحرب يضعف روسيا، وهذا يفيد أوروبا أمنيا واستراتيجيا، حتى لو كان مكلف اقتصاديا لها.

وأكد القرماني في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" على أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أعلن أكتر من مرة إنه لن يتنازل عن شبر من أراضي أوكرانيا، وخصوصا بعد الجرائم والانتهاكات اللي حدثت خلال الحرب، مشيرا إلى أن التنازل عن الأراضي يعتبر انتحار سياسي لأي رئيس أوكراني حالي أو قادم، لأن الشعب الأوكراني دفع ثمن غالي ليدافع عن بلده موضحا أن أوكرانيا حاليا تحصل على دعم غربي قوي بشرط صمودها.

وتابع القرماني أن روسيا مسيطرة حاليا على حوالي أكثر 20% من أراضي أوكرانيا بما فيها القرم، مشيرا إلى أن استرجاعهم بالقتال سيكلف كثيرا، مؤكدا على أن هناك ضغوط دولية غير معلنة من الجمهوريين في أمريكا.

ضغط أمريكا هو السبيل في إنهاء الحرب

 وأضاف القرماني، على أن ترامب يستطيع وقف الحرب من خلال عدة نقاط، بالضغط على أوكرانيا، فإذا أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا هتتعرض لضغط هائل وتقبل بأي تسوية، بالإضافة إلى الضغط على أوروبا حتى تسير وراءه في خط التسوية، وبذلك ستكون روسيا منتصرة لأنها ستحصل على جزء من أهدافها بدون حرب مفتوحة مع الناتو، ولكن الكونغرس الأمريكي كله غير مؤيد لفكرة ترك أوكرانيا بالإضافة إلى أن الرأي العام الغربي ضد التنازل لروسيا مشيرا إن أوكرانيا نفسها ممكن ترفض وتكمل الحرب وحيده، مؤكدا على أنه بدون ضغط أمريكا ستستمر الحرب لمدة طويلة جدا.