بعضها خاوية على عروشها.. «بلدنا اليوم» تكشف أسباب عزوف أهالي كفر الشيخ عن أسواق اليوم الواحد

افتتحت في مختلف محافظات الجمهورية خلال الفترة الماضية أسواق اليوم الواحد، التي سعت الحكومة إلى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين ومواجهة المحتكرين للسلع، إذ وفرت الكثير من السلع داخل أرجاء هذه الأسواق، فضلًا عن وجود خصومات بها تراوحت نسبتها بين 20 إلى 35%، لكن رغم كل تلك الجهود، إلا أن فروع تلك الأسواق في محافظة كفر الشيخ شهدت عزوفًا كبيرًا من المواطنين عن الحضور إلى ساحات هذه الأسواق؛ لذا فهناك الكثير من المعارض شبه خالية على مدار اليوم، في نفس الوقت الذي تزدحم فيه المحالات التجارية خارجها بحثًا عن نفس المنتجات.
واستطلعت “بلدنا اليوم”، آراء المواطنين والتجار لمعرفة أسباب ذلك العزوف عن أسواق اليوم الواحد، وذلك على النحو التالي:
مواطن: "سعر رخيص وجودة قليلة"
وقال محمد فتحي، "سائق توكتوك" 38 سنة: “ ذهبت لسوق اليوم الواحد بسيدي سالم مرتين، الأسعار كانت قريبة جدًا من أسعار المحلات بره، واللي سعره أرخص كانت جودته أقل والخضار ما كانش طازة، وبعض المنتجات كانت شركات غير معروفة ومحل ثقة بالنسبة لي”.
فيما ترى عفاف الحسيني، ربة منزل، أن عدم ثبات سوق اليوم الواحد واستمراريته على مدار أيام الأسبوع سبب في عدم تلبيته لاحتياجاتها.
وأضافت: “أوقات بحتاج حاجات لبيتي ولعيالي مش بيكون متاح سوق اليوم الواحد، لأنه بيكون يوم واحد في الأسبوع وفي المدينة مش عندنا في القرية”.
وطالبت عفاف بوجود سوق اليوم الواحد على مدار الأسبوع، أو تواجده في قريتها الجمايلة التابعة لمركز دسوق.
أسواق اليوم الواحد.. لا إعلانات ولا لافتات في الشوارع
فيما قال محمد جندي، من قرية أبو طبل بمركز كفر الشيخ: “أنا والله عرفت بالصدفة البحتة إن في حاجة اسمها سوق اليوم الواحد، لا في إعلانات ولا لافتات في الشوارع ولا تسويق له في أي مكان في المحافظة، عشان كدا طبيعي الناس ما تعتمدش عليه بشكل أساسي في تلبية احتياجاتهم, لأن في كتير زيي ما يعرفوش شيء عنه”.
وفي سياق متصل أوضح إبراهيم سعيد، تاجر خضار، أنه يقوم بعرض المنتجات بأسعار مخفضة تتناسب مع خصومات المبادرة، لكن الإقبال ضعيف.
وأكمل: “بخاف أجيب بضاعة كتير تبوظ وتترمي فبجيب بضاعة بكميات قليلة جدًا عشان أقلل حجم الخساير”.
وقال تاجر الخضار بأسواق اليوم الواحد، إن المبادرة تحتاج لأن تستمر أكثر من يوم بشكل متتالٍ حتى يستشعر "الزبون" بوجود سوق في المكان، وتعطي الفرصة للعارضين أيضًا أن يبيعوا سلعهم بدلًا من إتلافها.
تاجر شهير بكفر الشيخ: 4 أسباب وراء عزوف المواطن عن مبادرة أسواق اليوم الواحد
كما أرجع أحمد دسوقي، أحد أشهر تجار الملابس بكفر الشيخ، ومشارك سابق في معارض سوق اليوم الواحد، عزوف المواطنين عن الاستفادة من المبادرة إلى عدة أسباب:
أولها: أن معظم المعروضات تكون من المنتجات الشعبية قليلة الجودة, فالمنتجات عالية الجودة لا يمكن تقديم عليها نسبة الخصم المطلوبة.
ثانيا: وجود السوق يوم واحد فقط لا يعطي الفرصة للاسبدال أو الاسترجاع في الكثير من المنتجات, ما يثير مخاوف لدى " الزبون".
ثالثا: أكثر منتجات الملابس التي يقدم عليها عروض قوية بواقي تصدير وبها بعض العيوب الغير واضحة.
رابعا: "وأكد أنها تجربته الخاصة" عند عرضه لمنتجاته عالية الجودة, كان السعر أعلى من المعتاد عليه في المعارض, على نقيض ما يتم في المحلات, وأشار: " الزبون بييجي المحل عارف هو جاي فين وهيشتري جودة قبل ما يشتري سعر".
وكيل تموين كفر الشيخ: ليست سوقًا يومية لكنها مبادرة متنقلة
من جانبه، أكد عادل بيومي الهابط، وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ، أن مبادة أسواق اليوم الواحد تهدف في الأساس إلى توفير السلع وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وأنه بطبيعته وفكرته قائمة على اليوم الواحد من كل أسبوع بشكلٍ دوري ومتكرر في مختلف المناطق, فهي ليست سوقًا يومية لكنها مبادرة متنقلة في المراكز وامتدت مؤخرًا إلى قرى المحافظة.
تنسيق شامل لتكثيف الحملات الدعائية للمبادرة
وبصدد ما تردد عن ضعف الدعاية، أشار وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ إلى أن المديرية تقوم بالتنسيق مع الوحدات المحلية والإدارات الفرعية، والغرفة التجارية، من أجل الإعلان المسبق عن المبادرة عن طريق الحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي, واللافتات في الشوارع الرئيسية, وأماكن تجمع المواطنين، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد تكثيفًا للحملات الدعائية بالمحافظة، وذلك حرصًا لوصول المبادرة لكل مواطن.
الهابط: شكاوى المواطن في مقدمة الأولويات
ونوه " الهابط" إلى وجود بعض القصور, لأن هذه طبيعة العمل البشري, لكننا نضع شكاوى المواطن في مقدمة الأولويات ويتم رصدها والعمل على حلها.