أبو بكر الصديق.. أشهر مساجد شمال سيناء بأنواره الخضراء.. وشاهد على خواطر الشعراوي

رغم تعدد المساجد والزوايا وكثرتها في سيناء، تبقى هناك مساجد بعينها قد اختصها المواطنون بمقاصدهم، دينية أو اجتماعية، وتجسد في بعضها جوانب كثيرة من الهوية السيناوية.
ويعد مسجد أبو بكر الصديق، بمدينة العريش، أحد أشهر مساجد محافظة شمال سيناء، ويقع في قلب ميدان الفواخرية "أحد أشهر ميادين مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء"، ما جعل المسجد وجهة مركزية سهلة الوصول لسكان مدينة العريش، وما حولها.
وقد تم البدء فى بناء مسجد أبو بكر الصديق في العام 1966م، وكانت مساحته 400 متر، واستخدم فى بنائه الأحجار الجبلية، وسقف خرساني، إلا أنه وفي العام 1996م إلى عام 2000م، تم توسعة المسجد إلى ضعف المساحة التي كان عليها، ليتسع صحن المسجد لألفي مصلي تقريبًا، بالإضافة إلى مساحته الخارجية، كما تم إنشاء سور للحديقة وحول المسجد.
واشتهر مسجد أبو بكر الصديق وهو الاسم المسجل في دفاتر وزارة الأوقاف الرسمية، بأسماء متعددة منها، مسجد الشيخ جبارة، والفواخرية، ويجرى حاليًا، عمل صيانة وترميم للمسجد، وتجهيز مستوصف طبى ضمن ملحقاته لخدمة أهالى المنطقة.
ويُطل مسجد أبو بكر الصديق، على ستة شوارع رئيسية في قلب مدينة العريش، وهم شارع سمرى مرعى "المعروف بشارع أسيوط"، وشارع الزعيم أحمد عرابي "المعروف بشارع جندل"، وشارع أسوان "وامتداده شارع الشهيد نعيم أبو حج"، وشارع الأقصر "المعروف بشارع الشيخ محمد عايش عبيد"، شارع سوهاج "وامتداده حتى حي ابنى بيتك الجولف، وشارع الصاغة "المعروف بشارع الدهب، وشارع عمر بن الخطاب "المعروف بشارع الغل".
ويتميز مسجد أبو بكر الصديق، بمآذنه الشاهقة، وقبابه الفريدة الجميلة التي تزين أفق المدينة ليلاً بأنوارها الخضراء، ليصبح بذلك من أكبر وأجمل مساجد محافظة شمال سيناء.
كما يمتاز مسجد أبو بكر الصديق بالفواخرية بأهمية تاريخية وروحية عميقة فى قلوب أهل سيناء، حيث شهد العديد من الأحداث التاريخية، وصلي به الكثير من الشخصيات الهامة، بينهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذى سجل فيه عدة حلقات من برنامجه "خواطر إيمانية".
كما يُعتبر المسجد مقصدًا للمصلين من مختلف أنحاء مدينة العريش، والمناطق المجاورة، لحضور خطبة وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، والصلاة على الجنازات، وإشهار عقود الزواج، بالإضافة إلى الروحانيات الخاصة بصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.
ولا يقتصر دور المسجد على أداء الصلوات، بل يُعد مركزًا حيًا للأنشطة الدينية والاجتماعية، ويَلقي اهتمامًا وعناية كبيرة من مديرية أوقاف شمال سيناء، حيث تحرص المديرية على أن يتولى إمامة المسجد من المتميزين دعويًا، وأن تكون عمالة المسجد من العمالة المنتظمة والمدربة، ويتم إقامة جميع الأنشطة الدعوية والقرآنية والثقافية المعتمدة من وزارة الأوقاف بالمسجد، ما يعزز من مكانته كمصدر إرشاد وتماسك مجتمعي، ومنبرًا للفكر المعتدل، وهذا كله يعكس مدى أهمية المسجد كمركز ديني واجتماعي، ويدل على المكانة الخاصة التي يحظى بها المسجد.
وتعاقب على إمامة المسجد منذ إنشائه، عدد كبير من علماء الأوقاف والأئمة المتميزين، وكان الشيخ سامي حمدي سلمي، أول من صعد منبره لخطبة الجمعة، وتولى الإمامة بعده الشيخ عبد الحميد عبد الله البكري، في عام 1980م، ثم تعاقب الشيوخ والعلماء على إمامة المسجد، إلى الشيخ جلال خميس، إمام وخطيب المسجد الحالى.