خبير بشؤون دول شرق أوروبا: أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته، أن يقدم نفسه كرجل سلام عبر نهج غير تقليدي في سياسته الخارجية، مبتعدا عن التدخلات العسكرية المباشرة كما اعتادت أمريكا أن تفعل، وركز على التفاوض المباشر والضغط الاقتصادي كوسائل لحل النزاعات سعى لتسوية القضايا الشائكة مثل الصراع في أفغانستان والتوترات مع كوريا الشمالية والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والأزمة في أوكرانيا.
وتعد أبرز محاولاته كانت منذ خمس سنوان عام 20 الميلادي، حيث لعبت إدارته دورا محوريا في إبرام اتفاقيات أبراهام، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، رغم أنها لم تحل القضية الفلسطينية بشكل كامل، اعتبرها البعض إنجازا دبلوماسيا تاريخيا في المنطقة.
رجل سلام

وأشار الدكتور ياسين الرواشدة، خبير في شؤون دول شرق أوروبا المقيم في أوكرانيا، إلى دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط الحرب الأوكرانية الروسية بشكل مباشر كشخصية تعمل من أجل إيجاد حل سياسي لهذة الأزمة المستعصية، مؤكدا على أن الاهداف الأمريكية وأهداف ترامب الشخصية، هو أن يبدو كرجل سلام استطاع أن يعالج مشكلة عصيبة عجز الأوروبيين والعالم عن حلها.
ولفت، إلى أن الجانب الشخصي عند الرئيس ترامب مهم في التورط في هذة الازمة كشخصية تعمل من أجل حل الأزمة، مؤكدا على أن ذلك محفوف بكثير من المصاعب وهي ان هناك تباعد كبير بين المواقف والمطالب الروسية الصعبة التحقيق و المبادئ التي تستند إليها أوكرانيا مدعومة من الاتحاد الأوروبي.
وأكد الدكتور ياسين، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" على أن الجانب الروسي يستخدم قوته وتفوقة العسكري النسبي لتحقيق مكاسب سياسية، وفرض اتفاق سلام يميل لصالح روسيا، ويعطيها الحق في الإحتفاظ بالأراض الأوكرانية التي تم السيطرة عليها من قبل موسكو، مشيرا إلى أن المطالب الروسية تتعدى ذلك إلى مناطق أخرى.
دعم أوروبي لعدم ركوع أوكرانيا
وأوضح ياسين، أن الإتحاد الأوروبي في دعمه لأوكرانيا لن يقوم بعمل عدائي لروسيا كدولة، وليس له أهداف أكثر من أن تظل دولة أوكرانيا صامدة وألا تركع للإبتزازات الروسية، مشيرا إلى أن خضوع أوكرانيا يعني إضعاف الأمن الاوروبي بشكل عام، ويؤكد على أن مصداقية الإتحاد الأوروبي كجهة ضمنت اتفاقيات روسيا مع أوكرانيا في عام 94 عندما تخلت أوكرانيا عن سلاحها النووي لصالح روسيا بضمانات أوروبية وأمريكية في ذلك الوقت، مضيفا أن أوروبا لاتريد مناكبة روسيا أو الدخول في حرب مع روسيا.
وأشار ياسين، إلى أن التخوف الاوروبي من إنزلاق الرئيس ترامب وتهوره في مسألة المفاوضات واستعجال الحل مع روسيا قد يحمل أخطار منها أن يتنازل ترامب بأسم أوكرانيا للرئيس الروسي من أجل تحقيق غرضه وهو التوصل لسلام سريع، مؤكدا على أن المطالب الروسية بشأن الإحتفاط بالأراضي التي احتلتها هو مطلب غير مقبول لأوكرانيا ولا التحاد الاوروبي، لافتا إلى أنه ربما في نهاية المفاوضات أن تقدم أوكرانيا بعض التنازلات من الأراضي مقابل الحصول على أمور أخرى من الجانب الأخر، كمثال أن تكون المناطق الروسية المحازة لأوكرانيا مناطق منزةعة السلاح.
روسيا تشترط التنازل عن الأراضي
وأفاد ياسين، أن أوكرانيا مستعدة أن تتنازل عن كل شئ ماعدا الاراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أن المطالب الروسية تشترط أن تعترف أوكرانيا بأنها تتنازل عن أراضيها المسيطر عليها لصالح روسيا، وهذا كشرط لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أنه لا يمكن حدوث هذا لان الدستور الأوكراني الحالي يمنع التنازل عن أيجزء من أراضي الدولة، مشيرا إلى أنه حتى لو أراد الرئيس زيلينسكي نفسة التنازل عن الأراضي فإن الدستور والبرلمان يمنعه من تحقيق ذلك.
وأشار ياسين إلى أن المفاوضات الآن إذا كتب لها أن تنجح ولو جزئيا وعلى الاغلب أنها لن تنجح مئة بالمئة لأن هناك تباعد كبير في المواقف، مؤكدا على أن النجاح الجزئي قد يكون على اتفاق وقف إطلاق النار قد يكون محدود الفترة الزمنية، لافتا إلى أن أوكرانيا لن تقبل أن يتحكم بها ترامب ويتكلم بلسانها، موضحا أن الاتحاد الاوروبي أكد على ترامب أن يتشاور في كل تفصيلة من المفاوضات مع الجانب الروسي والاوروبي.