كفر الشيخ المحافظة الأولى في إنتاج محصول الأرز.. تبدأ موسم الحصاد مبكرًا

رغم التحديات المناخية والزراعية بدأ موسم حصاد الأرز هذا العام في محافظة كفر الشيخ مبكرًا، وليس في موعده المعتاد، وذلك بشكل استثنائي، حيث يرجع ذلك إلى الارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة، ما دفع المزارعون في كفر الشيخ إلى حصاد الأرز قبل موعده الرسمي.
ففي الوقت الذي اعتاد فيه الفلاحون جني المحصول في سبتمبر من كل عام، انطلقت ماكينات الحصاد منذ أوائل أغسطس الجاري ، في مشهد يؤكد تأثر الزراعات في مصر ومنطقة الدلتا والوجه البحري بشكل خاص بالتغيرات المناخية، التي باتت تهدد مستقبل مصر في الانتاج الزراعي.
وتعد محافظة كفر الشيخ أهم محافظات مصر الزراعية وخاصة في إنتاج محصول الأرز حيث تبلغ المحافظة الإنتاجية الأعلى هذا العام بنسبة 45% من الإنتاج المحلي بعدد يزيد عن 261 ألف فدان، وبنسبة تزيد عن الأعوام السابقة 10%.
يقول يوسف عوض " 59 عامًا"أحد المزارعين بكفر الشيخ، إن هذا الموسم شهد زراعة أصناف متعددة من الأرز أبرزها: "77، 104، 108، سوبر، و102"، مشيرًا أن زراعة الأرز بدأت في 20 إبريل الماضي، وهي عادة ما تستغرق نحو 120 يومًا حتى يصل المحصول إلى مرحلة النضج الكامل، لكن الظروف الجوية الحارة هذا العام عجلت بجفاف الحبوب وجعلت السنابل تدخل مرحلة النضج قبل موعدها، ما اضطر المزارعين إلى حصاد مبكر حتى لا يتعرض المحصول للتلف.
ويضيف المزارع أن الوضع كان صعبًا خاصة وأن بعض المزارعين اضطروا لبدء الحصاد بشكل مبكرٍ جدًا في أول أغسطس، وهي فترة لم يسبق أن شهدت فيها المنطقة الحصاد من قبل.
ولم يكن أثر ارتفاع درجات الحرارة، مقتصرًا على تبكير موسم الحصاد، بل انعكس أيضًا على كمية الإنتاج، هذا ما ذكره محمود غازي، مهندس زراعي بإدارة سيدي سالم الزراعية، حيث أكد أن الفدان فقد نحو نصف طن من محصوله مقارنة بالسنوات الماضية.
ويرجع غازي هذا التراجع إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، التي عجلت مراحل النمو الطبيعي للسنابل، فتجاوزت المراحل الضرورية لاكتمال الحبوب بشكل مثالي، موضحًا أن محصول الأرز من المحاصيل الحساسة جدًا لأي تغير غير معتاد، سواء كان في درجات الحرارة أو معدلات الري، الأمر الذي يجعله دائمًا عرضة للتقلبات بشكل كبير.
كفر الشيخ المحافظة الأولى في إنتاج محصول الأرز
من جانبه، أكد المهندس فخري منصور باز، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أن المحافظة بدأت بالفعل في الحصاد بعدد من القرى والمراكز، على أن يستمر تباعًا حتى يشمل جميع المناطق، وماكينات الحصاد والكبس متاحة بكامل جاهزيتها في كافة الإدارات.
وأوضح وكيل زراعة كفر الشيخ، أن كفر الشيخ تحتل المركز الأول على مستوى الجمهورية في إنتاج الأرز بنسبة 45%، مشيرًا إلى أن هذا المحصول يعد ركيزة أساسية من ركائز المحافظة والفلاحين على حد سواء
.
وذكر باز في تصريحاته ل" بلدنا اليوم" أن إنتاجية الفدان في هذا الموسم 2025 مبشرة، حيث تتراوح ما بين 3- 4 أطنان من الأرز الشعير وأحيانا تصل إلى 5 أطنان في بعض الأفدنة، وهي نسبة جيدة جدًا، مشيرًا أن المساحة المنزرعة بلغت هذا العام نحو 261 ألف فدان، تضم أصناف الأرز عريض الحبة ورفيع الحبة.
أصناف حديثة أفضل إنتاجية وأكثر توفيرًا للمياه
ولفت وكيل وزارة الزراعة إلى أن هناك أصنافًا جديدة تم إدخالها مثل "سخا 106، سخا 107، سخا 108، سخا سوبر 300"، وتعد من بين أفضل التقاوي المعتمدة، كما أكد أن الدولة تنفذ خططًا حديثة للزراعة والري، منها تسوية الأراضي بالليزر وتطبيق نظم الري الحديث، بهدف تقليل استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية في نفس الوقت.
وفي نفس السياق، أوضح الأستاذالدكتور أيمن عبد الدايم، أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن زراعة الأرز تتركز أساسًا في وسط وشمال الدلتا، مشيرًا إلى أن محافظة كفر الشيخ تتمتع بميزة نسبية بفضل جودة أراضيها ووفرة المياه بها، مضيفًا أن هناك جهودًا لاستنباط أصناف جديدة قادرة على التكيف مع الظروف الصعبة مثل ارتفاع نسبة الملوحة أو الاعتماد على مياه الصرف الزراعي، ومن أبرز هذه الأصناف "جيزة 183، جيزة 178، جيزة 179"، حيث تتميز جميعها بالإنتاجية العالية وقدرتها على مقاومة الظروف المناخية والجوية القاسية.
وأكد عبد الدايم أن الزراعة بطرق حديثة مثل "التسطير" أو "البذور الجافة في أرض جافة"، تطيل الفترات بين الريات لتصل إلى 6 أو 8 أيام، مما يساعد على رفع كفاءة استخدام المياه بنسبة قد تتجاوز 100%، إذ يعطي كل متر مكعب من المياه كيلو جرامًا كاملًا من الأرز الشعير، وهو ما تسعى إليه الدولة في السنوات القادمة.
أسعار الأرز الشعير مع بداية موسم الحصاد
مع بداية الموسم، تراوحت أسعار طن الأرز الشعير بين 12 و14 ألف جنيه، بحسب نوعية المحصول وجودته، كما أن الأرز من المحاصيل الحرة التي لا يمكن أن تتصف بسعر محدد أو وضع حد لقيمتها، وإنما يرتبط كلية بمقدار العرض والطلب في البيع والشراء.
تأخر صرف الأسمدة أزمة أثقلت كاهل المزارعين بكفر الشيخ
ولم تقتصر التحديات التي واجهها المزارعون في كفر الشيخ على التغيرات المناخية وضعف الإنتاجية فحسب، بل وصل إلى زيادة التكلفة، بسبب نقص الأسمدة وعدم توافرها في الجمعيات الزراعية، وتأخر صرفها ختى وقت الحصاد، مما اضطر أكثر من 70% من الفلاحين إلى شراء أسمدة من الأسواق الحرة بتكلفة أكثر، حمّلتهم أثمانًا باهظة أثقلت كاهلهم من أجل الحفاظ على المحصول من التلف.