قفزة تاريخية في تحويلات المصريين بالخارج: 36.5 مليار دولار خلال عام
كشف الخبير الاقتصادي الدكتور أشرف غراب، عن العوامل التي قادت لتحقيق قفزة تاريخية في تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال العام المالي 2024/2025، والتي وصلت إلى نحو 36.5 مليار دولار، مسجلة نمواً قياسياً بنسبة 66.2% مقارنة بالعام السابق الذي بلغت فيه 21.9 مليار دولار.
كما ارتفعت التحويلات في الربع الأخير وحده إلى 10 مليارات دولار بزيادة 34.2%، وهو ما أرجعه غراب لنجاح السياسة النقدية للبنك المركزي عقب تحرير سعر الصرف في مارس 2024.
البنك المركزي ينجح في تثبيت سعر الصرف بين 47 و51 جنيها
وأوضح غراب أن البنك المركزي تمكن خلال عام ونصف من القضاء شبه الكامل على السوق الموازي للعملة بفضل تطبيق نظام سعر صرف مرن وموحد داخل البنوك، حيث تراوح سعر الدولار بين 47 و51 جنيهاً، مما عزز ثقة المصريين بالخارج في الاقتصاد المحلي وشجعهم على زيادة تحويلاتهم للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة.
كما ساهمت المبادرات الحكومية، مثل طرح الأراضي والعقارات بالعملة الأجنبية للمغتربين، في دعم هذه الزيادة، متوقعاً أن تشهد التحويلات مزيداً من النمو مع استمرار تقديم الحوافز وتراجع سعر الدولار.
ارتفاع الاستثمارات الأجنبية والسياحة يعزز موارد مصر الدولارية
وأشار غراب إلى أن تحويلات المصريين بالخارج أصبحت ثاني أكبر مصدر للعملة الصعبة بعد الصادرات، متفوقة على السياحة وقناة السويس، ولها دور حيوي في تعزيز الاحتياطي النقدي الذي تجاوز 49 مليار دولار بنهاية يوليو 2025، ودعم استقرار الجنيه وخفض معدلات التضخم عبر توفير العملة الصعبة اللازمة للصناعة واستيراد المواد الخام.
كما لفت إلى أن موارد الدولة الدولارية شهدت نمواً عاماً، حيث سجلت السياحة 8.7 مليار دولار في النصف الأول من 2025 مقابل 7.8 مليار دولار العام الماضي، بينما ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 6 مليارات دولار. وأكد أن التطوير المستمر في قنوات التحويل، مثل تفعيل خدمة "إنستا باي" في عدد من الدول ومنح تراخيص للبنوك لاستقبال الحوالات عبر شبكة المدفوعات اللحظية، كان له أثر واضح في تسهيل وزيادة التحويلات.
