بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

عقيل عباس: إسرائيل الكبرى فكرة أيديولوجية خطيرة.. وخطاب نتنياهو استهلاك داخلي لا أكثر

عقيل عباس
عقيل عباس

في ظل تصاعد الخطاب المتطرف داخل إسرائيل وظهور تصريحات مثيرة للجدل عن "إسرائيل الكبرى"،  تدور تساؤلات حول جدية هذه الطروحات،  ومدى تأثيرها على مستقبل الأردن ومصر، وعلى فرص السلام الإقليمي.

  "بلدنا اليوم"  حاورت د. عقيل عباس،  أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بواشنطن،  حول أبعاد هذه التصريحات، وجذورها التاريخية، وانعكاساتها على الواقع العربي،  خصوصًا في ظل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.

وفيما يلي نص الحوار:

بدايةً،  ما تقييمكم لتصريحات المسؤول الإسرائيلي حول تعاطفه مع فكرة إسرائيل الكبرى؟ هل تم تضخيمها في الإعلام العربي؟  


نعم، التصريح بولغ فيه إلى حد كبير ضمن حالة الغضب من إسرائيل. ما قاله المسؤول هو رداً على سؤال مباشر من المذيع حول تعاطفه مع فكرة "إسرائيل الكبرى" و"الأرض الموعودة"،  فأجاب بـ"نعم" دون تفصيل، ثم انتقل إلى موضوع آخر.  بدا واضحًا أنه كان يخاطب جمهورًا يمينيًا ويحاول كسبه، أكثر من كونه يطرح موقفًا رسميًا.

ما المقصود تحديدًا بفكرة "إسرائيل الكبرى"؟ وهل هي سياسة رسمية؟

 

هذه الفكرة موجودة منذ عشرينيات القرن الماضي، ويتبناها اليمين الإسرائيلي الأيديولوجي. مضمونها أن فلسطين والأردن معًا يجب أن تكونا تحت السيادة الإسرائيلية. تاريخيًا، كانت المنظمة الصهيونية تعارض وجود دولة أردنية، وظهرت أفكار عن ترانسفير (تهجير) الفلسطينيين للأردن. اليوم، هذه الأفكار منتشرة بين حلفاء نتنياهو، لكنها ليست سياسة رسمية للدولة الإسرائيلية، ولم تتبنها أي حكومة منذ تأسيس إسرائيل.

بعض الوزراء الحاليين في حكومة نتنياهو تبنوا هذه الطروحات بوضوح، أليس كذلك؟   


صحيح، شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش تحدثوا عن "إسرائيل الكبرى"، لكن حتى حينها خرجت وزارة الخارجية الإسرائيلية لتؤكد التزامها باتفاقية السلام مع الأردن. إذًا، هناك انفصال بين الخطاب المتطرف لبعض الأفراد والسياسة الرسمية. رغم ذلك، خطورة هذه الأفكار تكمن في بعدها الاستيطاني، لا الجغرافي

كيف ترون تأثير هذا التوجه على القضية الفلسطينية؟  


من يتبنون هذه الرؤية ينشطون في التوسع الاستيطاني، ويمارسون ضغوطًا ميدانية على الفلسطينيين في الضفة، ما يجعل فكرة حل الدولتين شبه مستحيلة. نتنياهو نفسه اشتغل على ذلك المنهج لسنوات. إذًا، الضرر الأكبر ليس في تغيير الحدود، بل في تغيير الواقع على الأرض.

هل يمكن لهذه الأفكار أن تتحول إلى سياسات عملية؟

نعم، يمثل تهديدًا في حال تحول من أيديولوجيا إلى سياسة فعلية. لكنه حتى الآن خطاب داخلي استهلاكي أكثر من كونه خطة استراتيجية، والخطر الحقيقي في سلوك المستوطنين على الأرض لا في التصريحات وحدها. 
إلغاء الأردن مثلًا، أمر مستحيل. الأردن حليف لواشنطن وللغرب، وله اتفاقية سلام مع إسرائيل، مدعومة أمميًا. تنفيذ مثل هذه الأفكار سيكون انتحارًا سياسيًا، ولن يقبله المجتمع الدولي، ولا حتى المؤسسة الإسرائيلية التقليدية.

ماذا عن المجتمع الإسرائيلي نفسه؟ هل هذه الأفكار تعكس توجهًا شعبيًا؟  


نعم، هناك صراع حاد داخل المجتمع الإسرائيلي. هناك جمهور ليبرالي لا يأتي من خلفية دينية، وهناك جمهور يميني متشدد يزداد عدده، خاصة مع موجات الهجرة من روسيا وأوروبا الشرقية. هؤلاء يتبنون رؤى توراتية، ويُعفون من الخدمة العسكرية، ما يخلق توترًا داخليًا كبيرًا.

وهل لهذا الصراع انعكاس على الموقف من غزة؟  


بالتأكيد. الجمهور اليميني يدفع نحو عقوبات جماعية على غزة، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين، وهو ما أدى إلى عمليات قتل واسعة للمدنيين تحت ذريعة محاربة حماس. بالمقابل، هناك أطراف داخل إسرائيل ترفض هذا النهج بشدة، وتعتبره جريمة جماعية.

في ظل هذا المشهد، هل هناك مجال لأي مبادرة سلام؟  


في ظل الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، لا يمكن الحديث عن حل سياسي أو عملية سلام. هذه الحكومة يجب أن تنتهي قبل أن يبدأ أي نقاش جاد حول التسوية.

تم نسخ الرابط