أكاديمي فلسطيني لـ"بلدنا اليوم": مصر صمام أمان في وجه مخططات نتنياهو التوسعية

في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ووسط التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، برز الموقف المصري كأحد أكثر المواقف العربية ثباتًا ووضوحًا في رفض محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض، خاصة فيما يتعلق بخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غزة.
وفي هذا السياق، أجرت "بلدنا اليوم" حوارًا خاصًا مع د. حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة، والقيادي بفتح، للوقوف على دلالات الموقف المصري ، وتداعيات خطة نتنياهو على الأمن القومي العربي.
كيف تقيمون الموقف المصري من خطة نتنياهو الخاصة بغزة؟
الموقف المصري الرافض لخطة نتنياهو نابع من اعتبارات متعددة. أولها مرتبط بالأمن القومي المصري، حيث تشكل هذه الخطة تهديدًا مباشرًا وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء، إذ تسعى لتهجير السكان الفلسطينيين إلى الجنوب، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والدول العربية.
ثانيًا، يرتبط الموقف المصري بعمق العلاقة مع الشعب الفلسطيني، وبدور مصر التاريخي والقانوني والأخلاقي في دعم القضية، خاصة تجاه قطاع غزة. لذا، ترى القاهرة في هذه الخطة استكمالاً لسياسة الإبادة والتجويع والقتل التي يمارسها الاحتلال.
وهل لهذا الموقف انعكاسات إقليمية؟
بالتأكيد. الموقف المصري يمثل نقطة ارتكاز عربية، وهو منسجم مع القانون الدولي والشرعية الدولية، ويحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم. حتى داخل إسرائيل، هناك أصوات تطالب بعدم المضي في تنفيذ الخطة، لما لها من تداعيات كارثية.
كيف تفسرون إصرار بعض القيادات الإسرائيلية على المضي في خطة حسم الحرب ؟
إسرائيل تنظر إلى أنها قد تكون أمام فرصة لحسم الحرب لصالحها وتحقيق نصر مطلق، هكذا تريد إسرائيل، لكن التجارب التاريخية تؤكد أن مثل هذه المراحل تُشكّل حالة استنزاف للعدو. وهذا ما تمترس خلفه رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير، الذي رفض هذه الخطة خوفًا من أن يغرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة نتيجة ضربات المقاومة.
ما أبرز المخاطر التي يخشاها الجيش الإسرائيلي من التورط في عملية برية واسعة في غزة؟
أخطر ما يخشاه الجيش هو تكرار سيناريوهات مشابهة لما حدث مع الأميركيين في فيتنام أو الفرنسيين في الجزائر، مما قد يؤدي إلى خسارة إسرائيل لهيبتها أمام الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي، وبالتالي فقدان تحالفاتها الدولية، لأنها لن تعود دولة وظيفية قادرة على تحمّل أعباء تنفيذ مصالح الغرب الأطلسي.
ما هي أهم الاعتبارات التي دفعت مصر لرفض خطة نتنياهو من منظور الأمن القومي؟
الموقف المصري الرافض للخطة نابع من اعتبارات عديدة، أولها تداعياتها على الأمن القومي المصري، حيث تشكل تهديدًا مباشرًا وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء، لأن المراد منها دفع السكان الفلسطينيين نحو الجنوب، ومن ثم تهجيرهم وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو الدول العربية.
كيف يؤثر البعد التاريخي والعلاقة الخاصة بين مصر والقضية الفلسطينية على موقف القاهرة السياسي؟
هناك عمق في العلاقة يربط القاهرة بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إضافة إلى المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر تجاه قطاع غزة، لذلك ترى القاهرة أن هذه الخطة استمرار للإبادة الجماعية ولسياسة التجويع والقتل والإرهاب التي تمارسها إسرائيل.
ما مدى انسجام الموقف المصري مع القانون الدولي والمواقف الدولية؟
الموقف المصري منسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، كما أنه يتقاطع مع مواقف دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم التي ترفض هذه الخطة، وحتى داخل إسرائيل هناك أطراف تطالب نتنياهو بعدم المضي فيها لما لها من انعكاسات خطيرة.
كيف تحافظ القاهرة على دورها كعمود فقري للموقف العربي في أزمات المنطقة؟
القاهرة لا تزال تمثل العمود الفقري في الموقف العربي تجاه الأزمات، سواء في غزة أو سوريا، وتؤكد على ضرورة التمسك بالحلول السياسية وعدم الانجرار وراء المشاريع التي تهدف لتفكيك المنطقة تحت ذرائع إنسانية أو أمنية.