صور أقمار صناعية تكشف توسعات في مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي

أظهرت صور أقمار صناعية تكثيف أعمال البناء في منشأة ديمونا النووية الإسرائيلية. وكشف الخبراء أن الموقع قد يكون مُعدًا لتحضير مفاعل مياه ثقيلة أو مرفق لتجميع الأسلحة النووية.
وقد جددت الأعمال الجارية في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية، الواقع في صحراء النقب بالقرب من مدينة ديمونا، التساؤلات حول كون إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية، وفقًا لما أورده خبراء في تقرير كشفت عنه وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللها الخبراء تكثيف أعمال البناء في هيكل جديد ضخم داخل المنشأة، التي تُعد من المرافق الأساسية في برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
البناء يرتبط بالبرنامج النووي الإسرائيلي
يأتي ذلك بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية في إيران، خوفًا من أن تستخدم طهران منشآت التخصيب الخاصة بها لصنع سلاح نووي.
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، صرّح عدد من الخبراء للوكالة أنه بعد فحص صور الأقمار الصناعية، أكدوا جميعًا أن أعمال البناء الجديدة مرتبطة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، وذلك نظرًا لقربها من مفاعل ديمونا، الذي لا يضم محطة طاقة مدنية.
وقد انقسمت آراء الخبراء بشأن طبيعة البناء الجديد؛ إذ يرى بعضهم أن الاحتمال الأكبر هو أنه مفاعل مياه ثقيلة جديد لإنتاج البلوتونيوم ومواد أخرى تُستخدم في تصنيع السلاح النووي، مستندين في ذلك إلى موقع المشروع، وحجمه، ووجود عدة طوابق، ما يعزز هذا الاحتمال.
في المقابل، رأى آخرون أنه قد يكون بالفعل مفاعل مياه ثقيلة، كما قد يكون موقعًا لتجميع الأسلحة النووية. مؤكدين ضرورة التريث قبل إصدار حكم نهائي حول طبيعة المنشأة، خاصة في ظل أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية.
أما جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي، فقد رجّح أن يكون المبنى مفاعلًا، قائلًا: "من الصعب جدًا تخيُّل أنه شيء آخر".
من جانبها، لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ امتلاكها لأسلحة نووية، كما لم يصدر أي رد من البيت الأبيض بشأن ما إذا كانت إسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نووية أم لا.
مفاعل ديمونا قد يتسبب في تسريب إشعاعي
وعلى صعيد آخر، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية نشرت عددًا من الصور لموقع سلاح نووي في ديمونا بإسرائيل، معلقًا أن هذه الصور نُشرت بموافقة ورضا إسرائيل.
وأضاف الدكتور محمد عبود، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن منطقة ديمونا متهمة بأن منشآتها متهالكة، مؤكدًا مساعي إسرائيل لاحتكار السلاح النووي في المنطقة، وحظر انتشاره في الدول المجاورة.
وحذر من أن مفاعل ديمونا قد يتسبب في تسريب إشعاعي حال استهدافه بصاروخ، مما يهدد المنطقة بأكملها، لافتًا إلى أن إسرائيل تدعي أن مفاعل ديمونا ليس مفاعلًا نوويًا وإنما مصنع للنسيج، مؤكدًا على ضرورة تكاتف الجهود لإخلاء المنطقة من الابتزاز النووي.
وأضاف أن حياة الأسرى الإسرائيليين باتت في خطر، مشيرًا إلى أن المخطط القائم يهدف إلى فرض حصار على غزة للتوصل إلى صفقة تضمن حياة الأسرى، مع استمرار الاحتلال في ما تبقى من القطاع.