بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

حوار| خالد مهران: فيلم "موسكو كايرو" يروي رحلة 4 فتيات روسيات هربن إلى الأمان في مصر

فيلم موسكو كايرو
فيلم موسكو كايرو

في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي خلال تسعينيات القرن الماضي، قررت أربع فتيات روسيات مغادرة وطنهن والسفر إلى مصر، بحثًا عن حياة أكثر أمنًا واستقرارًا.

 

ومع مرور الوقت، وجدت كل واحدة منهن نفسها تنتمي إلى هذه الأرض الجديدة، التي تحوّلت شيئًا فشيئًا إلى وطن ثانٍ لهن.

 

تدور حول هؤلاء الفتيات الأربع أحداث فيلم "موسكو كايرو" للمخرج خالد مهران، وهو عمل سينمائي مستوحى من رواية "ابتسم، أنت في مصر" للكاتبة الروسية إيلينا سيريبرياكوفا، التي شاركت أيضًا في كتابة سيناريو الفيلم بالتعاون مع السيناريست عماد السباعي.

 

وفي السطور التالية، نلتقي بالمخرج خالد مهران لنتعرف أكثر على كواليس هذا العمل وتجربته في نقل هذه القصة من صفحات الرواية إلى شاشة السينما.

ما أول رد فعل لك بعد قراءة سيناريو فيلم "موسكو كايرو"؟ وما الذي شجعك على خوض هذه التجربة؟

 

عندما قرأت سيناريو فيلم "موسكو كايرو" لأول مرة، شعرت أنني أمام تجربة فريدة من نوعها. لم يكن مجرد عمل يحكي قصة حب أو صراع تقليدي، بل كان بمثابة جسر ثقافي وإنساني يتم بناؤه بين بلدين عظيمين، هما روسيا ومصر.

 

ما شجعني أكثر على خوض هذه التجربة هو أن الفكرة جاءت جريئة ومبنية على رواية واقعية كتبتها كاتبة روسية عاشت جزءًا من حياتها في مصر، وهذا وحده كان دافعًا قويًا لي للبدء في تحويل هذه الحكاية إلى فيلم سينمائي يحمل طابعًا إنسانيًا عالميًا.
 


حدثنا عن تفاصيل فيلم "موسكو كايرو"
 


الفيلم يروي قصة أربع فتيات روسيات قررن مغادرة بلادهن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، بحثًا عن الأمان، والاستقرار، وفرص عمل جديدة. كانت وجهتهن مصر، حيث واجهن تحديات كثيرة، لكنهن أيضًا وجدن دفئًا إنسانيًا ومساندة من أشخاص بسطاء احتضنوهن.

 

تتنقل القصة بين موسكو والقاهرة، وبين مشاعر الغربة والانتماء، وبين الخوف من الماضي وأمل المستقبل. كل فتاة تخوض رحلتها الخاصة، وتكتشف ذاتها من جديد على أرض غريبة، تتحول مع الوقت إلى وطن ثانٍ يحتضنها ويمنحها فرصة للبدء من جديد.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتموها أثناء تنفيذ الفيلم؟

 

واجهنا العديد من الصعوبات، كان من أبرزها أننا كنا نصور في بلدين مختلفين لهما قوانين وثقافات إنتاج مختلفة، مما استدعى منا التوفيق بين الفرق الروسية والمصرية من حيث أساليب العمل، والمواعيد، وطريقة التفكير. 

 

كما كان التصوير في روسيا، خصوصًا خلال فصل الشتاء، تحديًا كبيرًا، إذ وصلت درجات الحرارة إلى مستويات غير متوقعة، إضافة إلى أننا كنا نصور في مواقع حقيقية وليس على ديكورات، مما زاد من صعوبة التحكم في المشاهد.

 

ومع ذلك، فإن كل هذه التحديات أسهمت في النهاية في خروج الفيلم بصورة أفضل.
 


كيف أثر اختلاف الثقافات بين الفريقين المصري والروسي على سير العمل؟
 


في البداية، كان الاختلاف مربكًا بعض الشيء، فالروس يتبعون أسلوب عمل صارم ودقيق، حيث يتم الالتزام بالوقت حتى بالدقيقة، بينما يتمتع المصريون بمرونة أكبر في التعامل مع الوقت. 

 

لكن مع مرور الوقت، تحقق توازن جميل بين الفريقين، إذ تعلّم كل طرف من الآخر؛ نحن علمناهم كيف يضحكون وسط التعب، وهم علمونا التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تصنع الفارق في النهاية. 

 

هذا التفاهم المتبادل خلق بيئة عمل صحية يسودها الاحترام والتعاون.
 


ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال الجمع بين شخصيات من خلفيات مختلفة مثل مصر وروسيا؟
 

الرسالة الأساسية التي أردت توصيلها هي أن الإنسان يظل إنسانًا أينما كان، وأن مشاعر الخوف، والحلم، والغربة، والحب، والطموح، هي مشاعر جامعة تجمعنا جميعًا بغض النظر عن جنسياتنا. 

 

أردت أن أقول إن مصر، رغم كل التحديات، كانت وستظل حضنًا دافئًا يحتضن كل من يأتي إليها من الخارج. الفيلم هو محاولة لمد جسر بين ثقافتين، ليس فقط لنرى بعضنا البعض، بل لنفهم بعضنا أيضًا.

بما أن الفيلم يجمع بين ثقافتين، هل كانت هناك تفاصيل ثقافية معينة تم التركيز عليها؟

 

بالطبع، في كل مشهد حرصنا على مراعاة هذه التفاصيل بدقة، بدءًا من الأطعمة الروسية والمصرية، مرورًا بطرق اللبس، والأعياد، والعادات اليومية، وحتى استخدام التعبيرات اللغوية من كلا اللغتين في الحوار، مما أضاف مصداقية وعمقًا للشخصيات. 

 

كما احتوت المشاهد على تفاعلات حقيقية بين الثقافتين، مثل تجربة البطلات الروسيات لتذوق الأكل المصري لأول مرة، أو وصفهن لمشاعرهن أثناء سيرهن في شوارع القاهرة.
 


هل كانت لديكم نية مسبقة لاستغلال الفيلم كأداة للترويج للسياحة في مصر؟ وهل تعتقد أنه سيكون وسيلة فعالة في ذلك؟
 


في البداية، كانت الفكرة مجرد حكاية إنسانية، لكن مع تطور السيناريو والصورة، أدركنا أن الفيلم يقدم مصر بصورة ساحرة وجذابة. 

 

بدأنا نخطط لإبراز العديد من المعالم في القاهرة والغردقة، حيث تم تصوير مشاهد في مناطق قد لا يعرفها الكثيرون إلا من عاشوا فيها. هذا يقدم رؤية غير نمطية عن مصر، لذلك أعتقد أن الفيلم يمكن أن يكون سفيرًا سياحيًا غير مباشر، يعرض مصر كبلد ينبض بالروح، والتاريخ، والإنسانية.
 


أخيرًا، حدثنا عن كواليس التصوير وموعد عرض الفيلم؟
 

كانت كواليس التصوير مزيجًا من الجنون والمتعة، ضحك وتعب وعمل متواصل، إلى جانب لحظات إنسانية خالصة، تشكلت خلالها صداقات حقيقية بين الفريقين المصري والروسي. أصبحنا كعائلة واحدة، وهذا بدوره انعكس إيجابيًا على أداء الممثلين. 

 

أما عن موعد العرض، فقد انتهينا من الفيلم وشاركنا بالفعل في العرض العالمي الأول بموسكو، حيث استقبلته الصحافة الروسية بشكل رائع. ونحن الآن في التحضيرات النهائية لعرضه في العالم العربي في نوفمبر 2025، إن شاء الله، والذي سيكون بداية لانطلاقة جديدة للسينما المصرية المشتركة مع العالم.

تم نسخ الرابط