«قمة الدوحة» دعوات لردع إسرائيل.. والنائب عاطف مغاوري: لا نريد بيانات بلا أثر (خاص)

القمة العربية بالدوحة.. انطلقت، اليوم الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة أعمال القمة العربية الإسلامية، بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، لبحث سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي القطرية.
وتوافد قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة، حيث وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، والرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون.
كما حضر الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في سلطنة عُمان شهاب بن طارق آل سعيد، إلى جانب رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الصباح.
أمير قطر يندد بالاعتداء الغادر
وخلال الجلسة الافتتاحية، شدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على أن الدوحة تعرضت لاعتداء غادر وصفه بـ"الإرهابي الجبان"، مؤكداً أن الهجوم كان صادماً للعالم بأسره وأسفر عن سقوط ضحايا من بينهم مواطن قطري.
وأضاف أمير قطر أن بلاده تقوم منذ عامين بدور الوسيط في الجهود الرامية إلى إنهاء حرب الإبادة في غزة والعمل على إعادة الرهائن، لافتاً إلى أن هذا الدور يعكس التزام الدوحة بدعم الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي هذا السايق قال النائب عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع ورئيس الهيئة البرلمانية بمجلس النواب، إن ما نتمناه من القمة العربية الإسلامية في الدوحة أن تكون على مستوى الحدث، وألا تتحول إلى مجرد نسخة مكررة من قمم سابقة تنتهي ببيانات لا تشبع جائعًا ولا تروي عطشانًا، ولا توقف إبادة أو تحد من إجرام الكيان الصهيوني.
وأضاف مغاوري، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن إيران دولة إسلامية، ورغم ذلك لم ينعقد مؤتمر قمة عربي إسلامي للرد على العدوان الإسرائيلي عليها، وهو ما يكشف عن ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين من جانب أطراف دولية في قضايا تخص العرب.
وأوضح أن سوريا مستباحة من قبل العدو الصهيوني، وما جرى في قطر ليس إلا استكمالًا لمخطط الهيمنة الصهيونية على المنطقة, فإسرائيل الكبرى على حد قوله لم تتحقق بجنود على الأرض، وإنما عبر ذراع ممتدة تضرب في إيران واليمن ولبنان وكل فلسطين، وتهدد أي بلد عربي أو إسلامي يُنظر إليه باعتباره خطرًا على المشروع الصهيوني.
وتابع: "ما نرجوه أن تخرج القمة بقرارات وإجراءات على الأرض، كما حدث في تجربة التحالف الرباعي مصر والسعودية والإمارات والبحرين حين اتخذ إجراءات ضد قطر بالحصار والمقاطعة وسحب البعثات الدبلوماسية، وهو ما ألحق ضررًا مباشرًا بالدوحة, يومها اتُهمت قطر بأنها تعمل ضد السياسة وأمن وسلامة الدول العربية، لكننا لم نشهد إجراءات مماثلة في مواجهة الكيان الصهيوني".
وأشار مغاوري، إلى أن كلمات الوفود خلال القمة تضمنت مواقف مهمة، مؤكدًا أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت "جذرية وحقيقية" حيث كشفت أبعاد الصراع وأكدت رفض مصر لسياسة التهجير، ووجهت الاتهام لإسرائيل بأنها تريد تحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة لمشروعها الصهيوني، إلا أن الموقف برأيه يظل بحاجة إلى فعل عملي على الأرض.
واستكمل: "بعد 7 أكتوبر 1923، طلبت فلسطين عقد قمة عربية، فانعقدت يوم 11 نوفمبر، وبدلًا من أن تكون قمة عربية إسلامية، تفرّق الدم الفلسطيني بين 56 دولة عربية وإسلامية, واليوم نرى المشهد يتكرر فالمجزرة في غزة مستمرة، والأرقام الدولية تؤكد أن القطاع مهدد بالتحول إلى منطقة غير صالحة للحياة، بينما تعقد القمم بعد تأخير أو تحت حسابات سياسية ضيقة".
وتساءل: "ماذا ننتظر من قمة تعقد في ظل معطيات كهذه؟ فقبل انعقادها، زار رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الولايات المتحدة، والتقيا الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته لتنسيق المواقف,وبعدها مباشرة توجه وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب ليؤكد من هناك أن واشنطن ضامنة لأمن إسرائيل وأن التحالف معها استراتيجي, وفي الوقت نفسه، يخرج رئيس وزراء قطر ليقول إن إسرائيل تستهدف ضرب العلاقة الاستراتيجية بين بلاده وأمريكا، بينما الحقيقة أن التنسيق قائم بين الطرفين على حساب القضية الفلسطينية".
56 دولة عربية وإسلامية عجزت عن إدخال زجاجة مياه لقطاع غزة
وأردف النائب: "يكفي أن نقول إن 56 دولة عربية وإسلامية عجزت عن إدخال زجاجة مياه أو رغيف خبز واحد إلى غزة,مؤكدا أن المقدمات تصنع النتائج، ومقدمات هذه القمة توحي بأن سقفها هو السقف الأمريكي، وما دام تحت السقف الأمريكي فهو بالضرورة تحت السقف الصهيوني, لذلك نحن نصفه بالعدوان الصهيو-أمريكي".
العقيد حاتم صابر :القمة وجهت تحذيرًا حاسمًا لإسرائيل
وأكد العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي والأمني، أن القمة العربية في الدوحة أرسلت رسائل قوية وواضحة شملت العديد من الاتجاهات، أبرزها التضامن الكامل مع قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي واعتباره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي والإسلامي.
وأضاف صابر لـ"بلدنا اليوم"، أن القمة وجهت تحذيرًا حاسمًا لإسرائيل من أن سياساتها العدوانية تجاوزت الخطوط الحمراء وتهدد السلم والأمن الدوليين، كما شددت على مركزية القضية الفلسطينية ورفضت بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض الأمر الواقع بالقوة.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن القمة دعت أيضًا إلى إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، وهو ما يعكس رغبة حقيقية في الانتقال من مرحلة البيانات إلى مرحلة الفعل.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن نتائج القمة جاءت ترجمة مباشرة لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث لم تقتصر على الإدانة، بل وضعت خارطة طريق عربية جديدة تقوم على التضامن الجماعي، وردع العدوان، وإحياء المسار السياسي للقضية الفلسطينية.
المجلس التعاون الخليجي يوجه بعقد اجتماع عاجل
وأعلن المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي عن توجيهه لمجلس الدفاع الخليجي بعقد اجتماع عاجل في العاصمة القطرية الدوحة، يسبقه اجتماع اللجنة العسكرية العليا، على أن يتولى الاجتماع توجيه القيادة العسكرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وتعزيز قدرات الردع.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الأعلى لمجلس التعاون، أن القيادة العسكرية الموحدة مكلفة باتخاذ الخطوات التنفيذية المطلوبة لتفعيل آليات الدفاع المشترك، والعمل على رفع جاهزية قدرات الردع الخليجية، بما يتناسب مع حجم التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة.
وأوضح البيان أن مجلس الدفاع الخليجي سيعمل خلال اجتماعه المرتقب على تقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس، ورصد مصادر التهديد في ضوء الاعتداء الإسرائيلي الأخير الذي استهدف دولة قطر.
وشدد البيان على أن دول مجلس التعاون تدين بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي، وتعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، مؤكداً أن هذا العمل العدواني يمثل تصعيداً خطيراً ومرفوضاً على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف البيان أن دول المجلس تؤكد استعدادها الكامل لتسخير جميع الإمكانيات المتاحة من أجل دعم دولة قطر الشقيقة، وحماية أمنها واستقرارها وسيادتها في مواجهة أي تهديدات، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار إسرائيل في ممارساتها العدوانية والإجرامية قد يقود إلى تداعيات خطيرة تمثل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
اقرأ ايضا
السيسي: القمة العربية الإسلامية توحِّد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومنع انفجار المنطقة