بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

كارثة طبية بمستشفى 6 أكتوبر في الدقي.. عمليات مياه بيضاء تنتهي بفقدان البصر (خاص)

التقارير الطبية للمرضى
التقارير الطبية للمرضى

داخل مستشفى 6 أكتوبر التابعة للتأمين الصحي بالدقي، تحول الأمل فجأة إلى كابوس لا يحتمل, مرضى المياه البيضاء، الذين دخلوا حاملين أحلامهم في استعادة البصر، أرهقهم الألم الجسدي وتعالت صرخاتهم بعد العمليات, فبدلًا من أن تعود أعينهم للرؤية، أصيب عدد منهم بمضاعفات خطيرة أدت إلى تفريغ العين بالكامل وفقدان البصر نهائيًا، ليتحول حلم الشفاء إلى مأساة إنسانية قاسية.

 

 

تحكي شروق، ابنة المريض محمد حسين عبدالعزيز، تفاصيل معاناة والدها بعد دخوله مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي لإجراء عملية مياه بيضاء وعدسة يوم 31 أغسطس الماضي.

 

قالت شروق: "قبل ما يدخل والدي العملية، رأيت مريضة خارجة من نفس القسم بتعاني من التهابات وعدوى بكتيرية، لكنهم طمنوني وقالولي ده خطأ فردي، وتاني يوم دخل والدي العملية ورغم بساطتها، قعد جوه ساعة إلا ربع، وخرج منها فاقد البصر تمامًا، عينه بتنزل صديد بشكل مهول، ومع ذلك سلّمونا خروج وكأن ما فيش حاجة".

عدوى بكتيرية أدت لتفريغ العين

وأضافت: "رجعنا تاني يوم بالم شديد وسخونة، عملنا سونار، وأكدوا إن فيه عدوى بكتيرية خطيرة, ورغم إنهم اعترفوا إنه محتاج حقن داخل العين، الأطباء كانوا بيحاولوا يتهربوا وما يدوش أي تقرير واضح.

 

وتكمل حديثها لـ"بلدنا اليوم قائلة " بعد أيام قليلة، رئيس القسم نفسه قالي إن والدي بخير وفي تحسن، لكن بعدها بـ24 ساعة بس فجّر المفاجأة: لازم يعمل عملية تفريغ عين بالكامل وإلا العدوى هتوصل للمخ وتسبب شلل نصفي".

 

 

وتابعت: "المستشفى امتلأ بالمرضى المصابين بنفس العدوى، ومنهم الحاجة نجاح ربيع اللي اتحولت معانا القصر العيني,مضيفة " الأهالي اتخانقوا مع الأمن عشان يعرفوا الحقيقة، وأنا اضطريت أستدعي الشرطة, وقتها كتبوا تقرير غير حقيقي قال إن والدي في حالة تحسن، رغم إنه خارج مش شايف وبيتألم بشدة".

لجنة الصحة تكشف مصدر العدوى البكتيرية

وكشفت أن لجنة من وزارة الصحة قامت بأخذ عينات من غرفة العمليات، وجاءت النتائج لتثبت أن العدوى البكتيرية مصدرها من داخل المستشفى نفسه.

وطالبت شروق بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة ,مؤكدة أنهم تسببوا في ضياع عين والدها وعرّضوا حياته للخطر من أجل التستر على إهمالهم "بحسب وصفها.


فيما دخلت الحاجة نجاح ربيع عبداللطيف 65 سنة، مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي لإجراء عملية إزالة مياه بيضاء وزرع عدسة، لكنها خرجت وهي تحمل وجعًا مضاعفًا بعدما تحوّل الأمل إلى كابوس.

 

وتحكي ابنتها رشا لـ"بلدنا اليوم قائلة : “دخلت والدتي المستشفى يوم 31/8 لإجراء العملية، وبعد خروجها لاحظت إن عندها التهاب شديد جدًا, ومن أول لحظة ماكانش فيه أي كشف متابعة بعد العملية، كل مريض بيخرج يروح بيته على طول”.

 

وتضيف: "رجعنا السبت لإجراء متابعة بعد العملية، الدكتور طلب سونار عاجل خارج المستشفى ، والطبيب قال إن والدتي محتاجة عملية استئصال أو غسيل جسم زجاجي فورًا, لكن الاستشاري اللي أجرى العملية رفض يحولها، وقال " لازم تفضل محجوزة هنا ,عشان الأمر مايتعرفش "بحسب قولها".

 

وأوضحت أن والدتها ظلت تتألم حتى تقرر تحويلها للقصر العيني بعد حضور لجنة من وزارة الصحة التي أقرت بضرورة تفريغ العين, لكن المستشفى رفض نقلها بالإسعاف بحجة أنها تخرج فقط لحالات الأكسجين، مما اضطرهم لاستدعاء الشرطة بعد تجمهر الأهالي، ليتم نقلها في النهاية.

 

وتؤكد أن بحوزتها تقريرًا طبيًا من مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي، جاء فيه نص التشخيص: “التهابات ميكروبية بالعين بعد عملية إزالة مياه بيضاء وزرع عدسة، وده معناه إن العدوى حدثت من داخل المستشفى والنتيجة إن والدتي فقدت عينها وحصلها تفريغ للعين، ومش والدتي بس ولكن يوجد اكثر من 15 حالة أخرى تعرضت لنفس المعاناة”.


وعلقت الدكتورة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على الواقعة قائلة إنه من المفترض أن يكون هناك دور واضح وفعّال لقسم مكافحة العدوى بوزارة الصحة، لفحص أسباب انتشار الميكروب بين المرضى بعد إجراء العمليات، والتأكد مما إذا كان السبب يعود إلى قصور في إجراءات التعقيم داخل المستشفى، أو إلى خطأ فردي بعد العملية.

 

وأكدت سعيد لـ"بلدنا اليوم"، أنه على وزارة الصحة أن تعلن الحقيقة الكاملة بشفافية للرأي العام، وأن تتم إحالة المسؤولين عن هذه الإصابات للتحقيق الفوري ,كما يجب على المرضى وذويهم التوجه رسميًا للجهات المختصة، سواء من خلال وزارة الصحة أو عبر القضاء، لضمان حقوقهم، فالقضاء هو الفيصل بين المواطن والمسؤول".

 

وشددت على أن ما حدث للمرضى تعد مسؤولة مسؤولية طبية جسيمة، مشددة على ضرورة إلزام المستشفى بتعويض المرضى المتضررين فورًا عن الأضرار التي لحقت بهم، سواء الجسدية أو النفسية، مؤكدة أن حقوق المرضى مصونة بالقانون، ولا يجوز التهاون مع أي خطأ طبي بهذا الحجم".

 

وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، لـ"بلدنا اليوم"، أن وزير الصحة قرر تشكيل عدد من اللجان الفنية المتخصصة، بهدف تقييم ودراسة الشكاوى المتعلقة بالمرضى بكل مهنية وموضوعية.

 

وأشار إلى أن القرار تضمن تشكيل لجان متعددة، حيث تختص اللجنة الفنية بفحص سلامة الأجهزة والمعدات الطبية داخل غرف العمليات والتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية، فيما تتولى لجنة مكافحة العدوى مراجعة أساليب التعقيم والإجراءات الوقائية المتبعة في المنشآت الصحية, أما اللجنة الطبية التي تضم عدد من أساتذة كليات الطب في تخصصات العيون وزرع العدسات، فمهمتها تقييم دقة التشخيص وصحة الإجراءات الجراحية، في حين تختص اللجنة الإدارية بمراجعة النظم التشغيلية وبرامج تدريب العاملين لرصد أية ثغرات قد تؤثر في جودة الخدمة الطبية.

اقرأ أيضا 
وزير الصحة يطمئن على مصابي عمليات العيون في الجيزة

تم نسخ الرابط