نيويورك تايمز: الانتصار السريع على حماس مجرد وهم

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير حديث أن الاعتقاد السائد داخل إسرائيل بإمكانية توجيه "ضربة قاضية" لحركة حماس ليس سوى وهم، مشيرة إلى أن الحركة ما زالت تمثل قوة فاعلة في قطاع غزة رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها منذ بداية العدوان.
وأكدت الصحيفة أن تقديرات ضباط إسرائيليين سابقين ترى أن أي محاولة لاستئصال الحركة بشكل كامل ستتطلب سنوات طويلة من القتال المكلف، مع عدم وجود ضمان لتحقيق النتيجة المرجوة، وهو ما يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواصل الحديث عن "نصر سريع" يلوح في الأفق.
حماس تتحدى رغم الخسائر
أوضحت الصحيفة أن تجارب المواجهات السابقة أظهرت قدرة حماس على إعادة تنظيم صفوفها بسرعة كبيرة بعد كل مواجهة عسكرية، وهو ما يجعل سيناريو القضاء عليها نهائياً خلال فترة وجيزة بعيداً عن الواقع.
كما أضافت أن استمرارية المقاومة تعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي تعتمد على سياسة "الصدمة والترويع"، حيث أن الحركة تبقى قادرة على إدارة عملياتها وإبقاء تأثيرها داخل القطاع.
اتهامات بارتكاب جرائم حرب
من جانبها، أدانت حركة حماس ما وصفته بـ"الجرائم الإسرائيلية" في غزة، لافتة إلى أن جيش الاحتلال استخدم عربات مفخخة داخل الأحياء السكنية، حيث وثقت منظمات حقوقية تفجير نحو 120 عربة خلال أسبوع واحد فقط.
وكما اتهمت الحركة إسرائيل بتعمد استهداف القطاع الطبي عبر تدمير ما تبقى من المنشآت الصحية، مؤكدة أن أكثر من 1700 من الكوادر الطبية استشهدوا خلال الحرب، إضافة إلى اعتقال نحو 400 آخرين، ووصفت هذه الممارسات بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان".
دعوات لتحرك دولي عاجل
وطالبت حماس المجتمع الدولي، إلى جانب الدول العربية والإسلامية، بالتحرك الفوري لوقف الجرائم والانتهاكات المستمرة في غزة، مؤكدة أن الاستهداف الممنهج للمدنيين والبنية التحتية الصحية يعكس محاولة إسرائيلية لدفع الأطباء والسكان لمغادرة المدينة، وهو ما يعد رسالة دموية تهدد مستقبل القطاع بأكمله.