ماكرون: ترحيل سكان غزة عبث سياسي.. والاعتراف بالدولة الفلسطينية بداية مسار تفاوضي

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة المقترحات الإسرائيلية المتعلقة بترتيبات ما بعد الحرب في قطاع غزة، وخصوصًا ما يتصل بترحيل سكانه، واصفًا هذه الرؤية بأنها ضرب من العبث السياسي ومشروع يهدد بكارثة إنسانية مرفوضة على نطاق واسع دوليًا، حيث جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قبل ساعات من الموعد المحدد لإعلان باريس رسميًا اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وفي مقابلة مطولة بثتها قناة CBS الأمريكية عشية انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح ماكرون أن الاعتراف الفرنسي المزمع ليس سوى خطوة تمهيدية ضمن عملية سياسية متكاملة، مشيرًا إلى أن باريس لن تقدم على فتح سفارة لها في رام الله ما لم يتم الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن منح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا حقيقيًا هو السبيل الأنجع لعزل حركة حماس، رافضًا الاتهامات التي تعتبر الاعتراف بدولة فلسطينية “مكافأة للإرهاب”، مؤكّدًا أن الحركة لا تسعى لإقامة دولة وإنما لتدمير إسرائيل.
وقال: “الكثير من الفلسطينيين يطمحون إلى كيان وطني ودولة، وإذا حُرموا من هذا الأفق السياسي فسيُدفعون مجددًا إلى مسارات متطرفة”.
وأشار ماكرون إلى أن إعلان الكنيست الأخير حول فرض السيادة على الضفة الغربية كان أحد العوامل التي سرّعت إعلان الاعتراف الفرنسي في 22 سبتمبر الجاري، معتبرًا ذلك مؤشراً على رغبة إسرائيلية في تقويض حل الدولتين بدلًا من محاربة حماس.
وأوضح أن الحركة لا وجود لها في الضفة الغربية، ومع ذلك تُبذل محاولات لعرقلة أي صيغة سياسية فلسطينية قائمة هناك، واصفًا هذا التوجه بالخطأ الجسيم.
وفي ما يتعلق بخطط ما يُعرف بـ”اليوم التالي” لغزة، حذر ماكرون من أن أي سيناريو يعتمد على تهجير السكان لا يمكن أن يقدم باعتباره حلاً، بل سيكون وصفة لفوضى واسعة ومعاناة إنسانية إضافية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن باريس لا تتجه إلى تحركات رمزية، وإنما تعمل بالتنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين من أبرزهم السعودية لصوغ رؤية سياسية متكاملة، تضمن الأمن للإسرائيليين وتكفل للفلسطينيين حقوقهم وكرامتهم في إطار تسوية شاملة.