«الشيطان والدراجة».. العرض العربي الأول في مهرجان الجونة 2025

ينافس الفيلم اللبناني القصير 'الشيطان والدراجة' للمخرجة شارون حكيم في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات، مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة من 16 حتى 24 أكتوبر المقبل، حاملا في جعبته أعمالا عربية ودولية متنوعة، ومن بين أبرز العروض المرتقبة، يحضر الفيلم اللبناني القصير “الشيطان والدراجة” للمخرجة شارون حكيم، الذي يشهد عرضه العربي الأول ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، بعد جولة ناجحة في عدد من المهرجانات العالمية.

رحلة مراهقة تكشف الصراع بين الروح والجسد

الفيلم استهل رحلته السينمائية من بوابة مهرجان كليرمون فيران الدولي، حيث حصد جائزة الطلاب في المسابقة الوطنية، ثم واصل انتشاره عالميا من خلال مهرجانات بارزة مثل مهرجان لندن السينمائي (BFI)، ومهرجان نامور للسينما الفرنكوفونية، ومهرجان سينيميد الفرنسي، كما نال جائزة لجنة تحكيم الشباب في مهرجان “كونكورتو”، إضافة إلى تنويه خاص من مهرجان “ليالي البحر الأبيض المتوسط”، ما جعله أحد أبرز الأفلام القصيرة العربية التي لفتت الأنظار خلال العام.

وفي السياق ذاته وتدور أحداث “الشيطان والدراجة” حول “ياسما”، فتاة في الثالثة عشرة من عمرها تنحدر من خلفية دينية مزدوجة، وتستعد لطقوس التناول الأول، غير أن وعيها المتزايد بجسدها يدفعها إلى رحلة داخلية عاصفة تكشف عن ثنائية النشوة الروحية والجسدية، لتجد نفسها أمام أسئلة صعبة تتعلق بالهوية والحرية الشخصية.

الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتبة تمارا سعادة صدرت عام 2020، وقد شاركت سعادة أيضا في كتابة السيناريو، بالإضافة إلى تقديم صوت “ياسما” في التعليق الصوتي، مما منح العمل أبعادا أدبية وبصرية متكاملة.

المخرجة شارون حكيم أشارت في تصريحاتها إلى أن الفيلم يستكشف الثورة الداخلية لمراهقة ممزقة بين روحانيتها وجسدها، مؤكدة أنها لجأت إلى لغة سينمائية تعتمد على التلميح أكثر من التصريح، حرصا على الجوهر العاطفي وحماية صورة المراهقين من أي تسليع بصري.

الفيلم من بطولة ميليسا سكر، كريستين شويري، روجر عازار، ماريا هيكتور وتاتيانا سكر، فيما تولت ليتيسيا دي مونتاليمبيرت إدارة التصوير، وشارك في المونتاج كليمانس سامسون، مع موسيقى من تأليف مارك كودسي وأغياد غانم.

بمشاركة “الشيطان والدراجة”، يواصل مهرجان الجونة السينمائي ترسيخ مكانته كمنصة عربية تستقطب أعمالا جريئة تسلط الضوء على قضايا حساسة بطرح إبداعي جديد، الفيلم، الذي يوازن بين البعد الروحي والبعد الجسدي لمراهقة تبحث عن ذاتها، يعكس توجه السينما المستقلة في المنطقة نحو كسر التابوهات والتعبير عن أسئلة الجيل الجديد بصدق وجرأة.