وسط تزايد الانتحار.. جندي إسرائيلي يلقي بنفسه أمام القطار

شهدت مدينة حولون وسط فلسطين المحتلة، مساء الخميس، حادثًا بعدما أقدم جندي إسرائيلي على الانتحار بإلقاء نفسه تحت عجلات قطار في محطة وولفسون.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن الحادث وقع بشكل مفاجئ، فيما لم تُكشف بعد هوية الجندي أو تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادث ودوافعه.
الحادثة أثارت موجة من الجدل داخل إسرائيل، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها بين صفوف الجنود، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي منذ سنوات انتقادات متزايدة بشأن تزايد معدلات الانتحار في صفوف أفراده.
أزمة الانتحار في إسرائيل
تُعيد هذه الواقعة النقاش حول ظاهرة الانتحار داخل المجتمع الإسرائيلي، والتي يعتبرها خبراء الصحة النفسية "أزمة صامتة".
وتشير تقارير وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن ما بين 400 و500 إسرائيلي يلقون حتفهم سنويًا بالانتحار، بينما تصل محاولات الانتحار إلى نحو عشرة أضعاف هذا الرقم.
وتؤكد الناشطة في مجال الصحة النفسية، نوعم نوف، أن الظاهرة لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، حيث تعكس وسائل الإعلام صورة أقل قتامة من الواقع، إذ توحي وكأن حالة أو حالتين فقط تحدث أسبوعيًا، بينما الأرقام على الأرض تكشف عن حجم أكبر بكثير.
أسباب الظاهرة
بحسب خبراء نفسيين واجتماعيين، ترجع ظاهرة الانتحار في إسرائيل إلى مجموعة من العوامل المعقدة، أبرزها:
الضغوط الأمنية المستمرة بسبب أجواء الحرب والصراعات.
الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
غياب الدعم المجتمعي الكافي وضعف الخدمات النفسية.
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتوترة.
ويشير مختصون، إلى أن حالات الانتحار بين المراهقين في إسرائيل أصبحت السبب الثاني للوفاة، كما أن عدد المنتحرين في بعض السنوات يفوق ضحايا العمليات العسكرية والحروب.
صمت رسمي ومجتمعي
رغم خطورة الأرقام، يرى ناشطون أن السلطات الإسرائيلية لم تتعامل بعد بالجدية المطلوبة مع هذه الأزمة، مؤكدين أن الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي يمثل مؤشرًا على عمق الأزمة النفسية داخل المجتمع، في ظل أجواء الصراعات والحروب المستمرة.